للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الجدية في الحياة سبب للسعادة]

وأخيراً: كن جاداً في حياتك تكن سعيداً، إن كثيراً من الذين تراهم في هم وغم وقلق ليس عندهم بالمعنى الطبي مشكلة نفسية، وإنما هو كسل وتهاون، فترى الواحد منهم نائماً والناس في أعمالهم، وتراه خارجاً والناس آيبون إلى بيوتهم، وتراه مستيقظاً في الليل والناس على فرشهم نائمون، وتراه يغدو والناس رائحون، ويروح والناس غادون.

إن الله جل وعلا خلق هذا الكون بنظامٍ مطرد متسق، فجعل الليل لباساً، وجعل النهار معاشاً، وجعل الليل لتسكنوا فيه، وجعل النهار مبصراً، وجعل للكون دورة، وللنجوم دورة، وللأفلاك دورة، وللكائنات والنباتات والموجودات دورة متناسقة، من عبد الله حق عبادته وجد أنه يدور في ذات الفلك، ويسير في ذات التيار، أما من عصى الله، وأعرض عن ذكره، فإن له معيشةً ضنكا، وتجده يدور بالاتجاه المعاكس، ولك أن تتأمل أحدهم يفطر قبل غداء الناس بنصف ساعة، ويتغدى قبل عشاء الناس، نحن لا ننتقد الناس، فهم أحرار صاموا أم أفطروا، أم قدموا الغداء أو الفطور، ولكن نقول: تجد أن هذا قد اضطرب ميزان حياته، ومن اضطرب ميزان حياته، فلا تعجب إن أصابه الهم والغم، كن جاداً، كن غادياً من الصبح

وقد أغتدي والطير في وكناتها.

(بورك لأمتي في بكورها) اغتنم صباحك، اغتنم يومك، عد وقت الظهيرة: (قيلوا فإن الشياطين لا تقيل) خذ راحةً بين الظهر والعصر.

ألا وإن نومات الضحى تورث الفتى خبالاً ونومات العصير جنونُ

ألا إن بين الظهر والعصر نومةٌ تحاك لأصحاب العقول فنونُ

استفد من العصر، اجلس مع أهلك، استفد من المغرب، عد إلى بيتك مبكراً، عد إلى زوجتك، إلى فراشك مبكراً ستجد الحياة طيبة لذيذة، ستجد أن اليوم طويل وطويل، وتنجز فيه أعمالاً كثيرةً، أما أن تنام قبل الفجر بساعتين أو ساعة، ثم تضيع الفجر، ثم لا تستيقظ إلا قبل الظهر، وتذهب إلى أسواق، فتجد أطيب البضاعة قد بيعت، والموظفين قد خرجوا، والناس في آخر وقت العمل لا يعطونك إلا من آخر ما في طاقتهم من البذل والعمل، ثم تضيق إذا ردوك وما أنجزوا أعمالك، أو تضيق إذا لامك مسئولك ومديرك، ثم تجلس ساعات تعض على الأقلام وتقطع الورق، وتعض أصابع الندم، وتنتظر وقت الخروج وتعود، وتجيء لتقبض راتبك وأنت في قرارة نفسك ما أديت حقه، وما قمت بواجبك، فإن ذلك كله يورث في نفسك هذه الهموم، وهذه الغموم، فكن جاداً منضبطاً معتنياً بوقتك، محترماً لنفسك، فإنك بذلك تكون سعيداً.

أسأل الله أن يعز الإسلام والمسلمين، وأن يدمر أعداء الدين، وأن يبطل كيد الزنادقة والملحدين، اللهم من أراد بنا سوءاً فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء.

اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء إليك؛ اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء الضعفاء إليك؛ اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت، أنت الغني ونحن الفقراء الضعفاء إليك؛ اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.

وصلِّ اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.