للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[صرخة من سراييفو]

معاشر المؤمنين: باختصار وضع البوسنة والهرسك الآن أموال للنهب والسلب، وبيوت للدمار، وصبايا للاغتصاب، وأحداث للفواحش، وشيوخ للهوان، وعجائز للتشرد، ونساء للترمل، وأطفال لليتم.

إن دام هذا ولم يحدث له غيرٌ لم يبكَ ميت ولم يفرح بمولود

معاشر المؤمنين: نشرت إحدى الجرائد، وهذا غيض من فيض، وقليل من كثير من حقائق ما يدور, أن عروساً دخل عليها الصربيون فلم تجد بعد مذبحة عظيمة, وبعد هتك ما ترك فيها عفة، كفنت أسرتها بثوب زفافها.

وفي سراييفو العاصمة دماء, وخطف, واغتصاب, وتهرب الأم التي تهيأت للمخاض، وتجد آلام الطلق, تخرج هاربة من البيت، فيقعدها المخاض على الأرض، وتخر جاثية، فتلد في الطريق، تتشحط بنزيف ومرض ولا تجد من يغيث، وتترك طفلها بحبل سرته، مرتبط بها، تحت رحمة أقدام الغادين والرائحين!! معاشر المؤمنين: أهذا شيء يخطر بالبال أن يقع بالمسلمين؟!

قل للغفاة عن الجهاد ألم تروا ماذا يراوح دينكم ويغادي

أأموت في كف اللئام وأنتم حولي ولم يهززكم استنجادي

كم واحد منكم وممن سمعوا الصيحات حمل اللواء، وأقام الليل، واجتهد في الدعاء، وقاد حملة التبرعات، وبذل ما يستطيع، أم اكتفينا بخطبة وقتية، ومشاعر آنية، وبعد ذلك كأن شيئاً لم يكن.

أأموت في كف اللئام وأنتم حولي ولم يهززكم استنجادي

صرخات المسلمين في البوسنة والهرسك، تنادي كل مسلم في قلبه لا إله إلا الله محمد رسول الله، وتقول له:

أأموت في كف اللئام وأنتم حولي ولم يهززكم استنجادي

أأرد عن داري أأقتل صابراً بيد الحقير أتستباح بلادي

يا نائمين على الحرير وما دروا أنا ننام على فراش قتاد

متلفعين دم المعارك ما لنا إلا الحصى في القفر ظهر وساد

نغدو على النيران يذكيها لنا غدر اللئام وخسة الأوغاد

ونبيت لا ندري أنصبح بعدها أم أن عين القتل بالمرصاد

يا نائمين وما دروا أنا هنا لسنا نذوق اليوم طعم رقاد