للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[إياك والتردد بين الهداية والضلال]

ما يزال النداء إلى ذلك الشاب الذي تردد، ووقف متردداً بين أن يتقدم، أو يتأخر في طريق الهداية، فنقول له: أقدم وأقبل ولا تخف أيها الشاب الكريم.

واعلم أن من الأسباب التي جعلتك لا تزال بعيداً عن الهداية والطريق إليها أنك ربما ظننت أن الإسلام يقيد حريتك، وأن الإيمان يكبت طاقتك، وأن الالتزام رجعية تخشى أن ترمى بها، فأقول: أخي الحبيب! احذر من هذه المفاهيم المقلوبة، من الذي هو أولى أن يوصف بالرجعية والتخلف؟ ذلك الذي ارتضى بأن يسلك كل طيب من السبل، وكل نبيل من الخلق، وكل نافع من الأفعال، أم ذلك الذي جعل الغواية والانحراف طريقه وديدنه؟ أخي الشاب! إن كثيراً ممن حولك من جلساء السوء ربما استهزءوا بك لو سرت في طريق الاستقامة والالتزام، فلا تعجب، فإن ذلك نوع من الابتلاء، قال الله تعالى: {الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} [العنكبوت:١ - ٣]، ولا تعجب من الضالين الذين بالمؤمنين يسخرون {إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ * وَإِذَا مَرُّوا بِهِمْ يَتَغَامَزُونَ} [المطففين:٢٩ - ٣٠] تجاوز هذه العقبات، وكن أكبر منها، وكن صقراً محلقاً فوق كل جبل، وكن عالياً فوق كل شبهة وشهوة، فإنك بذلك تنال هذا الالتزام.