للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهمية عرض حقيقة الإسلام في كل مؤتمر واجتماع]

أيها الأحبة! حدَّث طبيبٌ ذهب إلى الولايات المتحدة الأمريكية ليشهد مؤتمراً يبحث في دور الكالسيوم في جسم الإنسان، وذكر في رحلته أمراً عجيباً غريباً مما يدل على عزة المسلم، وأن تمسك المسلم يجعل الغرب يلتفتون إلى الدين ويسألون بكل قوة، ويبحثون بكل دقة، ويغيرون الصور التي كانوا يحملونها عن دين المسلمين.

قال: لما حضر المؤتمر وعلى مدى ثلاثة أيامٍ من البحوث التي ناقشت أطروحة المؤتمر، دعي ذلك الطبيب المسلم لكي يستمع أولئك الأوروبيون والغربيون منه كلاماً، فلما قام متحدثاً إليهم قال: لقد أجاد المؤتمرون وأفادوا ببيان دور هذه المادة التي ركبها الله وخلقها في جسم الإنسان، وإني أسألكم معاشر الأطباء والاستشاريين، إني أسألكم: إذا كان هذا دور الكالسيوم في جسم الإنسان، فما دور الإنسان في الحياة؟ فأخذوا يسألون أنفسهم: ما دور الإنسان في الحياة؟ أهو دور الأكل والشرب والنكاح والنوم، هذا دورٌ تشارك البهائم فيه بني الإنسان، ثم بدأ يشرح أن للإنسان دوراً مميزاً مستقلاً، فمازال يأخذ لبهم ويأخذ قلوبهم بأسلوبه العبق وعباراته الرقيقة، فلما انتهى تجمهر حوله أربعون من أولئك، وانفض الاجتماع بإسلام ستة من الأطباء وإسلام طبيبتين.

فيا أيها الأحبة! ليس الأمر منحصراً على من يسافر طبيباً، أو من يسافر مهندساً، لكن الأمر يتضح إذا خرج كل واحدٍ منا في أي مهمةٍ كانت له في داخل بلاده وخارجها ثم رأى أولئك الذين لا يفهمون في الإسلام، ورأوا صدقاً في المعاملة ووفاءً في الأمانة ولطفاً ودعوةً بالحكمة واللين والموعظة، بعد ذلك يستجيبون ويتهيئون ويستقبلون.

فيا عباد الله! لو أن من ذهب إلى بريطانيا أو إلى فرنسا أو إلى أي دولة من الدول حمل معه مجموعة من الكتب باللغة الإنجليزية، كم تشهد الصالة الدولية سفراً ورحلات مستمرة، لو أن كل مسافرٍ حمل في جعبته وفي حقيبته كيلو أو اثنين أو ثلاثة من الرسائل التي توضح دين الإسلام وتبين حقيقته فأعطاها لمن يقابله إما في الطائرة وإما في مكانٍ آخر وإما في فندقه وإما في أي جهةٍ ينزل بها، بعد مدةٍ وليست بالطويلة سيشهد أولئك دعوةً صريحة وقوةً ناطقةً تصحح مفاهيم الإسلام لدى الأمة الغربية ونرد هذا الهجوم بمثله، والله إنكم لتعجبون عجباً عظيماً يوم أن تكشفوا أدق الوسائل واتفه المناسبات التي يستغلها المنصرون لكي يعرضوا دينهم على أبناء المسلمين.

حدثني شابٌ حضر الدورة الأولمبية الأخيرة في سيئول وجاءني بهدية، وجاء مع الهدية بمناظر جميلة من سيئول فقال: لا تبهتك المناظر ولكن انظر إلى ما بقلب الصورة، فلما طلبتها وجدت نصوصاً من الإنجيل معربة مطبوعةً باللغة العربية: هكذا يدعوكم المسيح، وهكذا أحب الله العالم، وهكذا خلص المسيح أصحاب الخطيئة، بمختلف العبارات التي يريدون من خلالها أن يلقي المسلم عن نفسه وعن كاهله شعوره بالذنب والمعصية، ليظن أن المسيح هو المخلص من شؤم الخطيئة ثم يفعل ما بدا له ويحيل الذنب والخطيئة على المسيح، كما هو معتقد النصارى فيما يفعلون ويتركون.

أيها الأحبة في الله: هذا اقتراحٌ أول ولو أن كل مسافرٍ عمل به، ولو أن كل من سافر وانتقل وخالط أولئك دعاهم إلى الإسلام لكنا نشهد دعوةً ودخولاً في دين الإسلام أفواجاً.

وإننا لنشكر الله جل وعلا ثم نشكر الذين يقدمون برامج نافعة في القناة الثانية لدعوة الناس إلى الإسلام، كما ندعو أولئك القائمين عليها أن يجتهدوا مادامت هذه القناة والشاشة باللغة الإنجليزية التي يفقهها كثيرٌ من دول العالم، ونحثهم أن يركزوا البث فيها على ما ينفع دعوة الناس والإسلام، وعلى ما يشرح الدين الصحيح والعقيدة السليمة التي تهدي الناس إلى دين الله، وندعو الله أن يمن عليهم بأن لا يضعوا فيها إلا ما يرضي الله ورسوله حتى لا نكون من الذين ينفقون فيما يضر أنفسهم أو أبناءهم نسأل الله ألا نكون من أولئك.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه من كل ذنبٍ؛ إنه هو الغفور الرحيم.