للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فتنة المجلات الخليعة والأفلام الهابطة]

السؤال

فضيلة الشيخ تكاثرت الأسئلة حول فتنة النساء فحبذا لو أنكم علقتم على هذه الفتنة، وأيضاً فتنة المجلات الخليعة والأفلام الهابطة؟

الجواب

أما النساء ففتنة لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء) فسماهن النبي صلى الله عليه وسلم فتنة، وهن والله فتنة.

يفتن ذا اللب حتى لا حراك به وهن أضعف خلق الله إنسانا

هن ضعيفات، لكن كيدهن عظيم، يفتن ويفتتن أيضاً؛ لأنهن ضعيفات:

فاتقوا الله في قلوب العذارى فالعذارى قلوبهن هواء

نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء

خدعوها بقولهم حسناء والغواني يغرهن الثناء

هن ضعيفات فاتنات مفتتنات، ولكن فتنة النساء هذه من عدة جوانب: الجانب الأول: أما بالنسبة للرجل فالذي ينبغي لك غض بصرك؛ لأن فيه لذة وراحة وعزة، حين أن تدخل السوق أو تدخل المستشفى، فما أن تغض بصرك حتى تشعر أن هامتك فوق مستوى هذه الأجسام التي أمامك، أجسام حرم الله عليك أن تنظرها، فأنت ترتفع بنفسك، تشعر في نفسك بعزة، وتشعر في خطواتك بسمو؛ لأنك اتبعت أمر الله جل وعلا.

كذلك ينبغي للإنسان ألا يتهاون بالنظرات؛ لأن فتنة النساء أولها النظرة.

كل الحوادث مبدؤها من النظر ومعظم النار من مستصغر الشرر

كم نظرة فتكت في قلب صاحبها فتك السهام بلا قوس ولا وتر

يسر ناظره ما ضر خاطره لا مرحباً بسرور عاد بالضرر

ويقول ابن القيم مما أودعه في كتابه: إغاثة اللهفان، قال:

وكنت متى أرسلت طرفك رائداً لقلبك يوماً أتعبتك المناظر

رأيت الذي لا كله أنت قادر عليه ولا عن بعضه أنت صابر

إذا كنت تقدر على هذه المرأة التي أنت تراها فتذكر أنها ليست بحلال لك، والنظر لا يشفي غليلك؛ إذاً ستتعب قلبك، وتنهك فؤادك، ولا تخرج بنتيجة، وقال عبد الله بن المبارك: اترك فضول النظر توفق إلى الخشوع، وهذا والله حاصل، فمن غض بصره وجد حلاوة في قلبه كما في الحديث (النظرة سهم مسموم من سهام إبليس، من تركه مخافة الله؛ أورثه الله حلاوة يجدها في قلبه إلى يوم القيامة).

فالرجل والمرأة كل منهم مأمور بغض بصره.

فإذا عرفت ذلك فإنك تغض نظرك عن المرأة، سواء رأيتها في المستشفى، أو في السوق، أو في أي طريق، أو في التلفاز، بعض الناس يقول: ليس فيها شيء، لا تصبحوا معقدين أنتم يا المطاوعة، ففلم السهرة برنامج ممتاز، وفيه بعض الممثلات، ونحن قاعدين نشرب الشاي أو نتعشى وليس في ذلك حرج، لماذا هذا التعقيد كله؟ نقول: أمر الله ليس فيه تهاون: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ} [النور:٣١].

أقول لك شيئاً: لو قلنا لك: إن رجلاً ينظر إلى زوجتك من خلال زجاجة، وابنتك وأختك يتفرج عليها هذا الرجل، فهل توافق؟ وأين الحمية والدين؟! أليس في قلبه إيمان؟ كذلك أنت أين الحمية والدين؟ أما أولئك الممثلات العاهرات الفاجرات، اللائي لا يخرجن إلى مستوى النجوم ومستوى التمثيل إلا بعد أن تباع الأعراض، والله ما تصعد ممثلة ترونها إلا بعد أن يخلو بها المخرج، والممثل، وصاحب السيناريو، والمونتاج، والمكياج، والماكيير، والباذيكير إلى غير ذلك، كل منهم يأخذ نصيبه منها، لو كانت امرأة عفيفة ما عرضت هذا اللحم والزند والساق والوجه والنحر وغيره لآلاف المتفرجين، لكن المصيبة أن هؤلاء ينسبون إلى الإسلام، نسأل الله أن يبصر الجميع بدينهم الحق.

فغض البصر ليس فقط في الشارع أو في المستشفى أو عن بنات الجيران، لا، غض البصر عن الصورة في المجلة وفي التلفاز، هذا أمر الله جل وعلا، ومن الشباب من تتعجب منه، يقول: فلان استقام والتزم وهداه الله، يا أخي! هل أنت تصبر، ولا تشاهد التلفاز؟ وهل هو طعامي وشرابي؟ وهل هو نفسي؟ وهل هو تسبيحي؟ وهل هو ذكري وعبادتي؟ لا وألف لا، وإذاً أنا في غنىً عنه بالكلية، إذا حصل لي من هذا التلفاز ضرر فإخراجه من البيت أولى، إذا تحقق لي الضرر من وجوده فإخراجه من البيت أولى، أما إذا كنت تقول: والله أنا محتاج إليه، أتابع الأخبار، لي وضع معين، وأتحكم في الجهاز فأنت وشأنك هو جهاز كسائر الأجهزة، إما أن تسمع محاضرة أو أغنية، فإذا استمعت فيه واستفدت منه فيما ينفعك فأنت وشأنك فيما ذكرت.