للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[العزة الحقيقية لدى المرأة]

السؤال

لا شك أن للمرأة -أيضاً- عزة، فلو بينت أو ألقيت شيئاً من الضوء على ذلك، وأحياناً تفهم المرأة فهماً مغالطاً وهي أنها تغتر بنفسها وبلبسها فتسمي ذلك عزةً؟

الجواب

ليست العزة للرجال والنساء في لباسهم كما مر معنا، إنما العزة في طاعة الله عز وجل، والذلة في معصية الله، وكما قال الحسن البصري رحمه الله: [إنهم وإن طقطقت بهم البغال، وهملجت بهم البراذين، إلا أن ذل المعصية لا يفارق وجوههم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه] فليست العزة في مرتبةٍ ولا منصبٍ ولا جاهٍ ولا حسبٍ ولا جمالٍ ولا غير ذلك، إنما هي في طاعة الله عز وجل، وليس من العزة نشوز المرأة على زوجها، أو استنكافها عن طاعته، أو تكبرها عن الانقياد لأمره، أو نفورها عن كرامته التي جعلها الله له {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء:٣٤] فانقياد المرأة لزوجها خضوعها، تبعلها، حسن عنايتها بخاطر زوجها، ذلك من صميم عزتها ولا يقدح في عزتها شيئاً، بل إن استنكافها ونشوزها وإعراضها عنه وعن حسن الأدب معه أو عن فراشه أو حاجته، لدليل ذلتها وطاعتها للشيطان واستنكافها أن تطيع الله عز وجل لما أمر من طاعة زوجها.

كذلك من العزة التي نريدها للمسلمة اليوم أن تعتز بحجابها في مجتمعٍ أو في وسطٍ إعلاميٍ غارقٍ بالصور والأصوات والكلمات الداعية إلى التبرج، بل إلى التفسخ والإباحية والانحلال، وأي عزةٍ تراها وأي شموخٍ تراه في فتاةٍ أعظم من فتاةٍ تراها محتشمةً محجبةً صيّنةً دينّةً قاصرة الطرف عن كل ما حرم الله عز وجل، وإنا والله في خارج البلاد أو في داخلها حينما يمر الواحد في طريقٍ فيرى امرأة متحشمة متحجبةً صيّنةً عليها سماة الخلق والحياء والدين، لا يملك إلا أن يطأطأ داعياً لها بالعز والستر والتوفيق والسعادة وصلاح الذرية والزوج، وأيما امرأة يراها الواحد حاسرة متعطرةٌ متبرجةً لا يملك إلا أن يحوقل أو يحسبن فيقول: لا حول ولا قوة إلا بالله! وحسبنا الله ونعم الوكيل.