للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مشكلة العادة السرية عند الشباب]

السؤال

لقد حاولنا ترك الأمر فوجدناه صعباً، ونواجه عجزاً عند بعضنا، وهو ترك العادة السرية؟

الجواب

يا إخواني هذه المسألة كثر السؤال عنها خاصة في صفوف الشباب، ونحن نقول: شيء طبيعي أن الإنسان إذا جلس وأخذ يرسم في مخيلته امرأة واقفة، نائمة، جالسة، متحركة، من الطبيعي أن تثور شهوته ومن ثم تتفجر هذه الغريزة، ويقود نفسه إلى فعل هذه العادة السيئة، لكن أقول: الشاب إذا جلس استمع شريطاً، إذا ركب في السيارة استمع للقرآن أو لنشيد إسلامي، إذا جلس في البيت مسك كتاباً يقرأ فيه، لا يعطي نفسه مجالاً في الاستمرار في التفكر والتخيل لتخلص من هذه المشكلة.

مشكلة كثير من الشباب - وقد أثبتتها الدراسات النفسية - أن الإنسان يتخيل حتى يتفجر، هذا غلط في غلط، لا تسمح لنفسك أن تتخيل، لأن التفكر عبادة، فلا تجلس تتفكر في جسد امرأة أو فاحشة أو معصية، لا، نريدك ألا تدع مجالاً للشيطان أن يتسلل إلى أفكارك، اقرأ، اسمع، جالس، صاحب، هذه مسألة.

المسألة الثانية: بالنسبة لبعض الشباب القادرين على الزواج ماذا يمنعهم أن يتزوجوا؟ تزوجوا يا إخوان! استعينوا بالله جل وعلا، قد يقول قائل: أنا لا أستطيع أن أجمع مهر فتاة بكر، أريد مائة ألف، تزوج أرملة مات زوجها، تزوج مطلقة ليس هناك حرج، تزوج واحدة أكبر منك بخمس سنوات أو ست سنوات ليس هناك حرج، والله لو تزوجت عجوزاً عاقراً لكان أهون عليك من أن تزني أو أن تفعل أموراً خبيثة.

مصيبة كثير من الشباب وهو يريد الزواج أنه وضع في باله أنه لن يتزوج إلا الطويلة الشقراء العنقاء التي وضع فيها من الصفات ما لم توجد في الدنيا، بل هي من حور الجنة، ويجلس حتى يجدها ثم يجمع المال العظيم ويتدين له المبالغ الباهظة.

وفي النهاية يتزوجها ثم يقول: يا ألله أنتِ خسارة علي، وعليك أن تسددي ديوني.

هذه مصيبة.

لا نريد الشباب هكذا، المصيبة التي دخلت إليكم من خلال الأفلام والمسلسلات، كل شاب واضع في ذهنه خطة لو قلت له: أنت تفكر في الزواج؟ لقال لك: أهناك أحد لا يفكر أن يتزوج، أنا أكيد أريد أن أتزوج، طيب لماذا لا تتزوج؟ قال: أولاً لا بد أن أحب التي أتزوجها ولا بد أن تحبني، طيب كيف تحبها؟ قال: لا بد أن تقابلني في الجامعة ثم يقول: حبيتها، هذه هي التي دخلت قلبي، ثم بعد ذلك يجلس، لا يذوق النوم ويظل يفكر فيها وينزل وزنه عشرين كيلو.

فتجد الشاب من خلال تعوده للنظر إلى الأفلام والمسلسلات واضع في باله أنه لن يتزوج حتى يحب، فانغمس في ذهنه، هذا أولاً.

ثانياً: وضع في باله أنه لن يتزوج حتى يجد شقة بدون خلو، ويؤثثها ويفعل، لا يا أخي، أو ما يصح الزواج إلا بغرفة نوم بعشرين ألف وذهب بخمسين ألف وبيت بعشرين ألف، لا يا أخي التمس ولو خاتماً من حديد، نقول: ضيق الله على كل من تسبب في تضييق سبل الزواج على الشباب المسلمين.

والله يا إخوان إن الشباب بإمكانهم أن يتزوجوا، فالفتيات الآن بالأكوام متكدسات والعوانس كثيرات، والمطلقات كثيرات، والأرامل كثيرات، والشباب يعانون من العادة السرية، ويعانون من الشذوذ، ويعانون من الانحراف، نحن الذين خلقنا المصيبة لأنفسنا.

يا أخي! تزوج ما دمت راغباً في الزواج، وبعض الناس ليس له هم في الليل والنهار إلا هذه العادة ولا حول ولا قوة إلا بالله، يا أخي تزوج مطلقة أو أرملة أو من يسر الله لك، وما يدريك، قد تحبها ولو تزوجت بكراً جميلة ما أحببتها، المسألة قسمة يقسمها الله جل وعلا.

هذه تصورات ليس بصحيحة، لكن الشباب تأثروا بكثير من الأفلام والمسلسلات فلا بد أن يقدم شبكة، ويكون الزواج في قصر أفراح، هدية للأم وهدية للأب وهدية لكذا وهلم جرا.

هذا مما شدد به الناس على أنفسهم.

والله لو أن الشاب استعان بالله ورغب في الزواج من أجل غض البصر وإحصان الفرج، لنال خيراً وفي الحديث الصحيح يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة حق على الله عونهم وذكر منهم: الناكح يريد العفاف) الآن لو دخلت على أمير من الأمراء وقلت له: أنا أريد أن أتزوج، قال: أبشر بالعون، تقول الحمد لله الأمير سيعاونني إن شاء الله والمسألة انحلت، طيب ما بالك إذا كان الله حق عليه عونك، أي: يقول الله عز وجل أبشر وأعينك (ثلاثة حق على الله عونهم: الناكح يريد العفاف، والمكاتب يريد الأداء، والمجاهد في سبيل الله).

فيا شبابنا تزوجوا تزوجوا، أبناء الطوائف المنحرفة يتناسلون، يزوجون الطفل والمجنون والكبير والعجوز، وما تركوا أحداً إلا وزوجوه، في جامعة البحرين تقول شابة من الطوائف المنحرفة لفتاة ملتزمة، تقول: أنتِ يا فتاة! يا سنية! يا ملتزمة! تدعين أنك مخلصة للدعوة؟ قالت: نعم.

قالت: تكذبين لأن زوجك لو أراد أن يتزوج مرة أخرى؛ هجرتيه وقاطعيته وتركتيه، وأما أنا فمستعدة أن أخطب له ثلاث، من أجل ماذا؟ قالت: صح أنا أتضايق وعندي غيرة لكن أدوس على مشاعري من أجل تكثير نسل أبناء طائفتنا.

انظر إلى التخطيط والعمل، فنحن نقول: لا نريد ثلاثاً أو أربعاً، نريد الشاب أن يتزوج ولو أكبر منه، لكن لو يتنازل عن المواصفات فهو كأنه يريد سيارة لكسز لا يريد زوجة، مشكلة والله، مثبت سرعة، وزوجة توماتيك وهلم جرا، ما يصلح هذا، تزوج ما يسر الله لك.