للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الإجازة مزيد من الفهم والوعي]

فيا عباد الله! اعلموا أن الإجازة مزيدٌ من الفهم مزيدٌ من الوعي مزيدٌ من العلم والإدراك لمن قام بما أمر الله وانتهى عما زجر الله، الإجازة نافعة والإجازة فرصةٌ بما فيها من مزيدٍ من الوقت لأن يرفع المسلم كفاءته وينمي قدراته، ويفتح أبواب مواهبه لتنطلق بناءةً نافعة فيما ينفعه وفيما ينفع أسرته وأبناءه.

أما الذين يظنونها وقتاً يحتاج إلى القتل، ومصيبةً تحتاج إلى الإزهاق، فأولئك في الغالب لا يستفيدون من إجازتهم إلا مزيداً من البلاء والمصيبة، الوقت من أعظم النعم والمواهب لمن رزق فيه بعدم الانشغال بالضروريات وقد كفي مئونتها فله حظٌ في أن يسمو على أبناء جنسه، وأفراد مجتمعه بما يستغله من وقته وكان عون الدين بن هبيرة الوزير رحمه الله رحمةً واسعة، كثيراً ما يردد قوله:

والوقت أعظم ما عنيت بحفظه وأراه أسهل ما عليك يضيع

وكان علامة الشام جمال الدين القاسمي رحمه الله إذا مر بأهل اللهو والفراغ والبطالة قال: والله لو تشترى الأوقات لاشتريت أوقاتكم! لما علموه من أن هذه الأوقات ضروف ومجالاتٍ تملأ بالعبادة والأعمال الصالحة.

كيف كان أبناء السلف وكيف كان السلف وكيف كان الصحابة يملئون أوقاتهم، يقول صلى الله عليه وسلم: (كل لهو امرئٍ باطل إلا تأديبه ولده، أو تعليمه فرسه، أو ملاعبته زوجه) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.

فاعلموا أن أي برنامجٍ ينشغل فيه الواحد عما يعود عليه بالنفع العام فيما يقربه إلى الله، أو فيما هو مختص بما ورد في هذا الحديث فليعلم أنه لهوٌ باطل ألا فليغير برنامجه وليغير منهجه وليستفد من وقته ما دام الفراغ ممكنا والاشتغال بعيداً.

أسأل الله جل وعلا أن يحسن لكم الخاتمة، وأن يستعملنا في مرضاته، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول ما تسمعون وأستغفر الله العلي العظيم لي ولكم فاستغفروه من كل ذنبٍ؛ إنه هو الغفور الرحيم.