للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وصف أشجار الجنة]

أيها الأحبة! إننا نستطيع أن ندرك نصيبنا بإذن الله وبرحمته مما نحن بصدده، ولكن ما الذي يقعد بنا عن هذه الجنة؟ قبل أن أجيب على ذلك نكمل شيئاً مما بقي من وصفها فأما أشجار الجنة الحدائق والنخيل ففي الصحيحين عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه (إن في الجنة لشجرة يسير الراكب الجواد المضمر السريع مائة عام ما يقطعها) هذه شجرة واحدة، وسدرة المنتهى في الصحيحين أيضاً قال صلى الله عليه وسلم (ثم انطلق بي حتى انتهيت إلى سدرة المنتهى فإذا نبقها مثل قلال هجر، وورقها مثل آذان الفيلة، تكاد الورقة تغطي هذه الأمة -يشير إلى أمة كانت عنده صلى الله عليه وسلم- فغشيها ألواناً لا أدري ما هي، ثم أدخلت الجنة فإذا فيها حبايل اللؤلؤ، وإذا ترابها المسك) وأما شجرة طوبى فشجرة عظيمة كبيرة تخرج منها ثياب أهل الجنة، ففي مسند أحمد وتفسير ابن جرير وصحيح ابن حبان عن أبي سعيد الخدري عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (طوبى: شجرة في الجنة مسيرة مائة عام، ثياب أهل الجنة تخرج من أكمامها) وقد دل على أن ثياب أهل الجنة تشقق عنها ثمار الجنة حديثٌ رواه أحمد في مسنده عن عبد الله بن عمر قال (جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أخبرنا عن ثياب أهل الجنة خلقاً تخلق أم نسجاً تنسج؟) صحابي يفكر في الثياب في الجنة فجاء يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: هل هي خلقٌ يخلق أم نسجٌ ينسج؟ فضحك بعض القوم الجالسين فقال صلى الله عليه وسلم: (ومم تضحكون من جاهلٍ سأل عالماً؟! ثم أكب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: أين السائل؟ فقال: هو ذا أنا يا رسول الله، فقال صلى الله عليه وسلم: لا.

بل تشقق عنها ثمرة الجنة).