للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[منكر اختلاء الأولاد بالهاتف]

بعض البيوت فيها شيء مزعج وهو الخلوة بالهاتف، كل واحد معه بالحجرة هاتف، الولد الذي عمره ثلاث عشرة سنة موصل لحجرته هاتف، والبنت التي عمرها ست عشرة سنة موصلة لحجرتها هاتف، لماذا كل واحد في حجرته هاتف؟ أنا لا أدعو إلى الوسوسة والشك في الأولاد والبنات، لكن لماذا نفتح الباب للشر؟! قالوا لأحد الأعراب: إذا وطأت الجني بسمِ، قال: لا تطأ الجني ولا تسم، لماذا تدخل الهاتف في حجرته ثم تقعد تحذره؟! الهاتف في الصالة في المكان المنظور المشهود أمام الجميع، والذي يريد أن يتصل يتصل هنا، في هذا الوقت، في هذه اللحظة، في هذا المكان، وإذا بدأنا نلاحظ طول المكالمات عرفنا أن المسألة فيها خطر، أما أن نقول: والله ما ينبغي أن الواحد يشك، أعوذ بالله من الوسوسة، ما ينبغي أن نشك في أولادنا وبناتنا، ما ينبغي إلى متى؟ إلى أن نجد غريباً في البيت؟ إلى أن نجد البنت خرجت في وقت متأخر؟ إلى أن نبحث عن البنت في ساعة فلا نراها في البيت ولا نعلم أين ذهبت؟ تلك مصيبة وأي مصيبة، بدعوى أن أولادنا لا يزالون وما يزالون بخير، ما عليهم إلا كل خير، لا تسيئون بهم الظن إلى غير ذلك.