للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تنبيه إلى كل ناعس بأن يتيقظ]

يا غافلاً عما خلقت له انتبه جد الرحيل فلست باليقظان

سار الرفاق وخلفوك مع الألى قنعوا بذا الحظ الخسيس الفاني

ورأيت أكثر من ترى متخلفاً فتبعتهم ورضيت بالحرمان

لكن أتيت بخطتي عجزٍ وجهل بعد ذا وصحبت كل أمان

منَّتك نفسك باللحاق مع القعود عن المسير وراحة الأبدان

ولسوف تعلم حين ينكشف الغطا ماذا صنعت وكنت ذا إمكان

بالله ما عذر امرئ هو مؤمنٌ حقاً بهذا ليس باليقظان

لكن قلبك في القساوة جاز حد الصخر والحصباء في أشجان

لو هزك الشوق المقيم وكنت ذا حسٍ لما استبدلت بالأدوان

أو صادفت منك الصفات حياة قلب كنت ذا طلب لهذا الشان

يا سلعة الرحمن لست رخيصة بل أنت غالية على الكسلان

يا سلعة الرحمن ليس ينالها في الألف إلا واحدٌ لا اثنان

يا سلعة الرحمن ماذا كفؤها إلا أولو التقوى مع الإيمان

يا سلعة الرحمن سوقك كاسدٌ بين الأراذل سلفة الحيوان

يا سلعة الرحمن أين المشتري فلقد عرضت بأيسر الأثمان

يا سلعة الرحمن هل من خاطبٍ فالمهر قبل الموت ذو إمكان

يا سلعة الرحمن كيف تصبر الـ خطاب عنك وهم ذوو إيمان

يا سلعة الرحمن لولا أنها حجبت بكل مكاره الإنسان

ما كان عنها قط من متخلفٍ وتعطلت دار الجزاء الثاني

لكنها حجبت بكل كريهة ليصد عنها المبطل المتواني

وتنالها الهمم التي تسمو إلى رب العلى بمشيئة الرحمن

فبأي وجه ألتقي ربي إذا أعرضت عن ذا الوحي طول زمان

يا معرضاً عما يراد به وقد جد المسير فمنتهاه داني

دع ما سمعت الناس قالوه وخذ ما قد رأيت مشاهداً بعيان

والله لو جالست نفسك خالياً وبحثتها بحثاً بلا روغان

تالله لو شاقتك جنات النعيم طلبتها بنفائس الأثمان

رحم الله ابن القيم رحمة واسعة، كان شاعراً بليغاً فصيحاً أجاد وصف الجنة وحورها ونعيمها، وأسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهل الجنة، وعذراً على الإطالة عليكم، وأستغفر الله لي ولكم، سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك.