للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحث على التوبة والتشمير في العمل الصالح]

الحمد لله منزل الكتاب، وهازم الأحزاب، وخالق الخلق من تراب، أحمده سبحانه حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، هو الأول فليس قبله شيء، وهو الآخر فليس بعده شيء، وهو الظاهر فليس فوقه شيء، وهو الباطن فليس دونه شيء، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا هو عليه توكلت وإليه مآب، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأزواجه وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد: عباد الله: اتقوا الله حق التقوى، وتمسكوا بشريعة الإسلام، وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار عياذاً بالله من ذلك.

معاشر المؤمنين: مضى من أعمارنا عام سبقته أعوام، ذلك العام لا تعود منه دقيقة واحدة مهما اجتمعت على ذلك من قوات الإنس والجن والبشرية، لا تستطيع أن ترد دقيقة واحدة منه، ولو أوتيت كل وسيلة من ذلك.

معاشر المؤمنين: اعتبروا في هذا الفوات الذي لا استدراك له إلا بالتوبة والإنابة، ومضاعفة العمل والجد والتشمير في طاعة الله.

جاء في الأثر: [في كل صباح ينادي مناد: يا بن آدم! أنا يوم جديد وعلى عملك شهيد، فتزود مني فإني لا أعود أبداً] ويقول صلى الله عليه وسلم: (اغتنم خمساً قبل خمس: شبابك قبل هرمك، وصحتك قبل سقمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، وحياتك قبل موتك).