للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تخزين المواد الغذائية في المنازل لا ينافي التوكل]

السؤال

بعض الناس أو بعض العلماء بالأصح انتقدوا الذين يخزنون المواد الغذائية، فهل هذا ينافي التوكل نرجو التوجيه؟

الجواب

جمع الرز لا ينافي التوكل، ولم نجد في كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد، باب جمع الرز ينافي التوكل، هذا ما رأيناه، لكن أقول: إن الرازق هو الله، والأمر بيد الله وإلى الله أولاً وأخيراً، وليس عيباً أن تشتري لك كيساً أو كيسين أو ثلاثة؛ لكن العيب الذي حصل من الأمة أنهم بدلاً من أن يفزعوا إلى الله، فزعوا إلى الرز والدولار، فهذا هو العيب الذي لوحظ على كثير من المسلمين.

يا إخوان! كلمة أخيرة أقولها لكم وأوجهها لإخواني الكويتيين: الأمل في الله، ثم في مساعي قادة المسلمين أن يحققوا لها نصراً وأن ترد الكويت إلى أهلها، هذا ما نرجوه ونسأل الله أن يحققه، لكن هل نظن أن المبادرات والاجتماعات وهيئة الأمم ومحكمة العدل الدولية، ومجلس الأمن سترد الكويت؟ لا.

والله لا ترد الكويت إلا بالجهاد في سبيل الله، وكما يقول سياف: إن الكفار لن يضحوا بأولادهم من أجل أولادكم، ولن يضحوا بأموالهم من أجل أموالكم، وهذا الكلام صحيح، هل نظن أن كافراً يقول الله فيه: {وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ} [البقرة:٩٦] هل نظن أن هذا سوف يضحي بنفسه من أجل أن أحيا أنا أو تحيا أنت؟ لا والله.

إذاً: فلا بد أن نعد للجهاد في سبيل الله، وأقول هذا لإخواني الكويتيين، وأقول لهم أيضاً: إن الشباب المسلم في المملكة العربية السعودية وفي قطر وفي الإمارات ومختلف دول الخليج الذين قتلوا واستشهدوا وماتوا في أفغانستان تلبية لنداء الجهاد، هل سيبخلون أن يجاهدوا في الكويت؟ لا والله، لكن إذا رفعت راية الجهاد منظمة مرتبة؛ لأن الله جل وعلا يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ} [النساء:٧١] جمع ثبه وهي: الفئة الصغيرة المنظمة {أَوِ انْفِرُوا جَمِيعاً} [النساء:٧١] الكويت تعود لنا بالجهاد في سبيل الله، وإذا قُدر أن القوات المشتركة كان لها دور في عودة الكويت على الأقل نمر رافعي الرأس في مقدمة الركب، ونقول: نحن الذين بادرنا برفع السلاح لتحرير الأرض والبلاد، لكن يوم أن نقعد نكون في أحد أمرين: لو حررت البلاد من قبل القوات المشتركة ما هو وجهي ووجهك ونحن نشعر أن غيري وغيرك جلسوا وغيرهم طهروها من الأعداء، والله ما لك وجه ترفعه، لأنك جلست مكتوف الأيدي وغيرك هو الذي حرر لك بلادك، يعني: لو أن بيتك دخل فيه لص وخرجت من البيت واستدعيت جارك، فمالك أي كرامة وقوة أمام جارك هذا؛ لأن جارك هو الذي أخرج اللص، أنت لم تخرجه، وإنما جارك هو الذي أخرج اللص.

فأقول: إن الكويت لن تعود إلا برفع راية الجهاد في سبيل الله، فعلى الإخوة الكويتيين أن ينتبهوا لهذا الأمر وأن يتصلوا بالشباب الكويتيين في مختلف المدارس والمجمعات، وأن يرتبوا دعوتهم إلى الله، وأن يعتنوا بهم في سماعهم وفي قراءتهم وفي مناهجهم وأن يتعاونوا معهم وأن يحدثوهم بالجهاد {وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً} [التوبة:٤٦] وأن يعلموهم فضل الرباط، فضل الشهادة في سبيل الله، وفقه الجهاد وآيات الجهاد وأحاديث الجهاد.

لنا فرس لم تنجب الخيل مثلها فتحنا بها الدنيا يقال لها الردى

حينما نضع الموت على الأكتاف والأكف، ونقابل أقواماً يحبون الحياة، عند ذلك يستعدون أن يقدموا كل ما نريده حتى لا يتفجر الجهاد في المنطقة، فلا سبيل لنا إلا بالجهاد في سبيل الله، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.