للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ماذا قدم لنا الغرب]

والسؤال أيها المسلمون: ماذا قدمه الغرب؟ ماذا قدمه النمط الغربي في ظل العولمة للعالم؟ لقد قدم نموذجاً واحداً هو النموذج المصلحي، لقد قالت: مارجريت تاتشر إبان أزمة الخليج وصرحت بذلك لكل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، ليعرف حقيقة العداوة، قالت: نحن ليس لنا أعداءٌ على وجه الدواء، وليس لنا أصدقاءٌ على وجه الدواء، نحن لنا مصالح دائمة، فمن يحقق مصالحنا فهو الذي نحافظ على علاقتنا معه، أو نحرص على مصالحنا معه، وما سوى ذلك فليهلك في أي وادٍ ولن نسأل عنه، وهذا واضح

اقرءوا التاريخ إذ فيه العبر ضل قومٌ ليس يدرون الخبر

قلبوا الخريطة الجغرافية وضعوا أناملكم على دولٍ معينة، أين هي، وأين أنظمتها؟ وأين ما كانت تفعله من ولاءٍ وانتحارٍ من أجل طاعة الغرب؟ أين هي؟ وهل نفعها الغرب بقليلٍ أو بكثير؟

الجواب

لا.

لأن المصلحة انتهت، ولا نستطيع أن نكون على مستوى مواجهة هذه المعركة إلا من خلالكم أنتم وأبنائكم وأبناء المسلمين وإخوانهم، أن نكون جميعاً على مستوى قوي جداً، وعلى درجة مرهفة الحساسية في إدراك هذه المعركة والشعور، لو أن أمة الإسلام تعيش يقظة لاستطاعت بأيسر الوسائل وأسهلها أن تملي الكثير، ونحن نحمد الله عز وجل على ما منَّ به من توازنٍ وعنايةٍ ويقظة نشهدها في بلادنا هذه، من ولاة أمرٍ ومن علماء، ومن رجالات التعليم فينا، ولكن نريد أن ننقل هذا الوعي إلى عامة المسلمين رجالاً ونساءً وذكوراً وإناثاً.

أيها المسلمون: ماذا قدم الغرب؟ لا ثقافة أصيلة، ولا حضارة إنسانية حقيقة، لم يقدم إلا أفلام الجنس والعنف والجنز والأغاني والرقص، هذا ما يسمى اليوم بالثقافة السائلة الدارجة المستهلكة، وإن تعجب فاعجب من بعض أقوامنا أو بعض أُناسٍ منا، حينما يستقبلون هذه العولمة بحرارةٍ، ويظنون أن من أوجب واجباتهم أن يسوغوا أن يسوقوا هذا المصطلح وما يتضمنه، وتلك -والله- من أشد المصائب والبلايا وعندها إذا بلغ الأمر بأبناء الأمة أو بعض أبناء الأمة أن يردد بعضهم متحمساً على جهله بما يريده الأعداء، فلا تعجب أن تجمع مثل هذه التصريحات التي صرح بها قادة الغرب، حيث قال أحد حكامهم: إن الله لم يهيئ الشعوب الناطقة بالإنجليزية لكي تتأمل نفسها بكسل أو دون طائل، لقد جعل الله منا أساتذة العالم كي نتمكن من نشر النظام حيث تكون الفوضى، وجعلنا جديرين بالحكم لكي نتمكن من إدارة الشعوب البربرية الهرمة، وبدون هذه القوة ستعم العالم مرةً أخرى البربرية والظلام، وقد اختار الله -يقوله افتراءً على الله- يقول: وقد اختار الله هذا الشعب دون سائر الأجناس، كشعب مختار يقود العالم أخيراً إلى تجديد ذاته.

خلالك الجو فبيضي واصفري ونقري ما شئت أن تنقري

يا لك من قنبرةٍ بمأمن مثل هذه العنجهية.

يقول: مسئولٌ آخر في دراسةٍ نشرتها مجلةٌ غربية عام (١٩٩٥م) يقول في كلامه: إن هذا هو قدرنا أن نقود العالم، وأن ننشر ما وصلنا إليه، لكي نحدد به اتجاهات البشرية، هكذا يظنون أن العالم كله كرةٌ في أيديهم، ونسوا وإن كانوا يعلمون، وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم أن الأمر لله وأن الحكم لله: {أَلا لَهُ الْحُكْمُ} [الأنعام:٦٢] لكنهم لم يحسبوا لأمة الإسلام أي حساب.