للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ما يعانيه الغرب من الخمر والمخدرات]

والله لو أن العالم الغربي صورته أجهزة التلفزة وأقلام الصحفيين، وكتب المؤلفين، وأفلام السينما وقصص الروائيين لو صورت هذا المجتمع على حقيقته لقوم لا يؤمنون إلا بالشاشة والإذاعة لرأيتم أن الغرب بجميع دوله أحقر من النجاسات والعذرات، ولكن الغرب لا يظهر في الشاشات إلا الصور المصطنعة المفتعلة من البشاشة المزورة؛ من التكافلات المختلطة من الاتصال، وحقيقة ما هم فيه على النقيض من ذلك أيضاً.

وحدثني بعض من له اطلاع إعلامي أن فيلماً أنتج بعنوان "أمريكا الوجه الآخر" صور لك ذلك المجتمع الآسن بما يدل على زواله وقرب انقسامه وفنائه وتدهوره، ولكن ما هو الحل؟ أين الطريق؟ أين المخرج؟ هل من سفينة تبحر بأولئك المبتلين إلى بر النجاة وشاطئ الأمان؟ لا حاجة إلى اجتهاد:

عطايانا سحائب مرسلات ولكن ما وجدنا السائلينا

وكل طريقنا نور ونور ولكن ما رأينا السالكينا

الطريق إلى الجنة هو النجاة من هذا، لكن الجنة باتت عند كثير من الخلق رخيصة، وكما قال ابن القيم:

يا سلعة الرحمن سوقك كاسد فلقد عرضت بأيسر الأثمان

يا سلعة الرحمن سوقك كاسد بين الأراذل سفلة الحيوان

يا سلعة الرحمن ليس ينالها في الألف إلا واحد لا اثنان