للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مياه الشرب]

أما الماء الذي يشربونه فلا أنهار جارية إنما من المستنقعات المليئة بكل ما يسبب البلهارسيا والملاريا والدوسنتاريا المليئة بالجراثيم العجيبة، وربما جفت بعض المستنقعات فرحلت الهياكل العظمية التي كسيت بجلد جاف رقيق بجنين صغير ساعات طوال تبحث عن مستنقع لم يجف بعد تجد فيه قطرة ملوثة مملوءة بكل شيء من ألوان الجراثيم والفيروسات والبكتيريا، وإذا وصلوا إلى مستنقع فيه بقية من ماء ملوث لا بد أن ينتظر الساعات حتى يصل الدور إلى جالونه لأن الناس طوابير على هذا المستنقع.

أما السكن فأغصان من الشجر تغرس في الأرض ويلقى عليها أشنان بالية وخرق ممزقة لا تتجاوز مساحتها خمسة أمتار، وهذه العشيشة هي المطبخ والمجلس والمرقد، وأي: مطبخ، وهل هناك آلة طبخ أو شيء يطبخ؟! أما اللباس فلا عجب أن ترى الأطفال حتى الثامنة ذكوراً وإناثاً عراة ليس عليهم حتى ما يستر عوراتهم المغلظة، أما الرجال والنساء فأكوام من النساء لا يستطعن الخروج لعدم وجود ما تستر به العورة، والرجل لا يجد إلا ما يستر عورته المغلظة.