للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مدى دور المدرسة والكلية]

المدرسة -كما قلنا- لها دور في مرحلة معينة، فإذا جاوز الطالب المراهقة، فمن النادر أن تبقى تلك الهيمنة أو ذاك الدور الذي يملكه مدرس المرحلة الابتدائية يؤثر به مدرس الثانوي أو المتوسط على طلابه، بل إن فتح الله قلبه وسمع منك فذانك، وإلا ما لم يكن المدرس ماهراً في الدخول إلى نفوس الطلاب، وتحسس مشاكلهم؛ خاصة في مراحل المراهقة التي تشهد تقلبات نفسية، يوم فرحان، ويوم غير ذلك، ويوم يضحك، ويوم عنده تصرف معين، ويوم ضد ذلك، ويوم تلقاه مبكراً إلى المسجد، ويومين لا يصلي، ونوع من المراهقة كالجنون.

فإذا وجد مدرساً ماهراً للدخول إلى قلبه في هذه المرحلة الحساسة، واستطاع أنه يستوعبها، عند ذلك ننال خيراً عظيماً، أما إذا كان المدرس غير ماهر فثق تمام الثقة أنه لن يكون للمدرس دور على الطالب في هذه المرحلة، ومن باب أولى ألا يكون للمدرس هذا الدور في الكلية، بما أن الرجل قد شب عن الطرق وأصبح كبيراً، ولم يعد أحد يستطيع أن يقول له اذهب يميناً أو يساراً، أيضاً ما لم يكن المدرس في الكلية ماهراً في الدخول إلى قلوب الطلاب، ومحاولة احتواء مشاكلهم، وتحسس المداخل والمنافذ اللينة التي تصل إلى قلوبهم، وعند ذلك قد يوفق للتأثير عليهم.