للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[نصيحة للمغرورين بأنفسهم]

السؤال

كما ذكرت جزاك الله خيراً يعتقد بعض الناس بأنهم غير مقصودين إذا ذكرت الذنوب والمعاصي، وكما يقول أنه عاشر بعض هؤلاء واقترب منهم ووجدهم يرتكبون الكثير منها، من غيبة وحسد لبعض طلبة العلم وغير ذلك من المعاصي الغير ظاهرة، فنرجو توجيه نصيحة لهؤلاء؟

الجواب

الذنوب تختلف، ولكن هناك ذنوب إذا أصر عليها العبد أصبحت كبائر، وكل ذنب تصر عليه يكون من الكبائر، وكل ذنب تتوب منه فإن التوبة بمن الله تجب ما قبلها، ولكن أقول بالنسبة للغيبة والنميمة، فما رأيت ذنباً أخبث من هذا، نسأل الله أن يجنبني وإياكم منه، تعرفون الغيبة والنميمة ما وضعها؟ رجل عنده صندوق يصلي الفجر مع الجماعة ويضع فيه حسنات، ويصلي الضحى أو يتصدق ويضع فيه حسنات، ويصلي الظهر ويضع فيه حسنات، ويصلي العصر ويضع فيه حسنات، ويضع فيه حسنات صلاة المغرب والعشاء، يعني صندوقه امتلأ بالحسنات التي تحققت له بسبب العبادات والصلوات، وبعد صلاة العشاء يجلس في مجلس فتسمعه يقول: لا تدري ماذا فعل فلان؟ فيه وفيه، كأنما أدخل يده في هذا الصندوق، وحمل وقراً عظيماً وأعطاه مجموعة من حسناته، ثم انتهينا من صفحة فلان، هات فلان الثاني، وكذلك أخذنا مجموعة من الحسنات وأعطيناه إياها، فما قمنا من المجلس إلا والصناديق التي جمعناها وملئت بالحسنات وزعناها وفرقناها على فلان وعلان الذين تكلمنا في أعراضهم ولا حول ولا قوة إلا في الله.