للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أهمية المراجعة والاستذكار قبل دخول الامتحانات]

الحمد لله منزل الكتاب، ومنشئ السحاب، وهازم الأحزاب، أحمده سبحانه حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، لا إله إلا هو عليه توكلنا وإليه مآب، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، تمسكوا بشريعة الإسلام، وعضوا بالنواجذ على العروة الوثقى، واعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمدٍ صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالة في النار، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار عياذاً بالله من ذلك.

معاشر الإخوة: هناك أمورٌ لا بد أن يلتفت الطلاب والطالبات إليها قبل دخول هذه الامتحانات، ألا وإن من أهمها ما قد نطلق عليه بالمراجعة والاستذكار والمذاكرة، هذا جهدٌ مهم، وله دورٌ مهم في تقريب المعلومات وتيسير تواردها على ذهن الطالب أو الطالبة حين الإجابة، ولكن هذا لا يأتي بعكف الذهن والذاكرة وكد الفكر والعقل على القراءة والاطلاع بشدةٍ بعد الإهمال الشديد والتفريط الطويل طيلة أيام الموسم الدراسي أو الفصل الدراسي، إذ أن عملية توارد المعلومات إلى الذهن لا بد أن يسبقها شيءٌ من تأكيد هذه المعلومة وتوثيقها، فإذا حان موسم الاختبار كان تواردها إلى الذهن ومن ثم كتابتها أمراً ميسوراً بسبب المذاكرة والمراجعة.

فالله الله معاشر الشباب! ينبغي أن تنتبهوا لهذه الأيام فإنها مهمةٌ جداً، واتركوا عنكم كثير الكلام وكثير الانشغال بما لا فائدة فيه، وليكب كل واحدٍ منكم على كتبه ودروسه، نسأل الله له التوفيق.

وإن من الأمور التي ينبغي أن تعلموها: أن الذاكرة وعاء وأول ما يخرج منها هو آخر ما يرد إليها، فإن بعض الشباب قد يذاكر مذاكرةً طيبة، ثم يعود إلى البيت فيجلس ليشاهد مسلسلاً أو فلماً من الأفلام، ثم بعد ذلك يظن أنه في صبيحة يومه مستعدٌ بما ذاكره بالأمس وقد نسي أن ما رآه في هذه الفلم أو المسلسل قد شوه عليه آخر معلومةٍ وردت في ذهنه، فينبغي لمن قرأ شيئاً وذاكره أن يحفظه بعدم الانشغال، وقديماً قال بعض أهل العلم: "النوم وعاء الحف" فإذا ذاكرت ما كتب لك أن تذاكر، فبادر إلى فراشك، وإن قدمت قبل ذلك ركعتين قبل نومك لتكون باباً إلى الاطمئنان وسبيلاً إلى الراحة، فإنك ستحمد فضل ذلك ونفعه صبيحة يوم امتحانك.