للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حكم الاستهزاء بالدين]

السؤال

هذه بعض الأسئلة تسأل عن الاستهزاء بالدين، وبعضها يقول: إنه شاب ملتزم ولله الحمد، ويسعى للسنن كتقصير الثياب وغير ذلك، ولكن بعض الناس يسخرون مني كما رأيت ذلك بنفسي، فما تنصحون من استهزأ بي؟

الجواب

يا شباب! ينبغي أن نعرف أننا جميعاً سواءً من كان منا ثوبه طويل ومسبل -والإسبال لا يجوز (ما أسفل من الكعبين ففي النار) (ثلاثة لا ينظر الله إليهم -وذكر منهم- من جر ثوبه خيلاء) لكن هل يعني أنني حينما أقع في ذنب أن أستهزئ بالملتزم الذي استجاب لأمر الله ورسوله؟ يعني: أنا حينما أخالف أمر الله ورسوله هل يعني أن استهزئ بأمر الله ورسوله؟ لا يجوز، بل ثبت في الأدلة أن الاستهزاء بالدين كفر يخرج من الملة، يقول الله جل وعلا: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ} [التوبة:٦٥ - ٦٦] قد أكون مقصراً، لكن هل خطأي أتمادى فيه إلى درجة الاستهزاء بدلاً من أن أقول: أسأل الله الذي هداه أن يهديني، أسأل الله الذي منَّ عليه أن يمنَّ علي، بدلاً من هذا أبدأ أقول غير هذا؟ لا.

فاعلموا أن الاستهزاء كفر، وواجبك أيها الشاب -أيضاً- أن تكون بمنتهى الحكمة والاتزان، وتبتسم، وتتواضع، وتخفض جناحك، وتلين جانبك، وتقابل إخوانك الشباب والزملاء بمنتهى الرفق والرقة والعذوبة واللين، تهديه شريطاً، تهديه كتيباً، تهديه سبحة، تهديه قلماً، المهم تتودد إلى قلبه، فإذا لان قلبه تجاهك؛ تعطيه شيئاً ينفعه، تنصحه نصيحة؛ فيتقبل منك.

يقول لي أحد الشباب التائبين: كان لنا جار أتمنى أن يهديه الله، وكان مولعاً بالملابس الرياضية: البدلة الرياضية، و (الترنك) و (البوتي) وما يتعلق بها.

المهم يقول: احترت كيف أدعو هذا الشاب إلى الله، أنا أريده أن يهتدي، ويلتزم، لا أريده أن يبقى في سخرية أو في استهزاء لأهل الخير.

ماذا فعل؟ يقول: جئت طرقت عليه -يقول: جارنا هو- قلت له: لو تكرمت أنا لي صديق جسمه قريب من جسمك، وأحب أن أذهب أنا وإياك؛ فأنت تعرف الملابس الرياضية، نذهب إلى أي محل نشتري بدلة محترمة جيدة بحكم أنك تعرفه بكذا.

قال: خذ لك ساعة، تفضل.

فذهبوا واشتروا بدلة جيدة بسبعمائة ريال، يقول: اشترينا بدلة محترمة.

يقول: لما جئنا إلى بيت هذا الشاب قال: والله إن الشاب الذي أحبه وأحرص على هدايته وأتمنى أن يكون معنا في المسجد كل يوم هو أنت وهذه الهدية لك.

يقول: ما مصدق! سبعمائة ريال هدية بدلة! يقول: قبلها وشكرني، وبعد ذلك أصبح رفيقي في المحاضرات والخطب والندوات وسماع الأمور الطيبة والنافعة، وترك كثيراً من المعاصي.

فأيضاً من واجبنا أن نتحمل إخواننا، وأن نصبر عليهم قليلاً؛ حتى يهديهم الله جل وعلا.

المهم ألا نكون من جنود الشيطان، فنقع في الهاويه.