للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دعوة للمبادرة بالتوبة إلى الله]

أيها الإخوة! خلاصة هذه المحاضرة أن نتوب إلى الله جل وعلا من هذا المكان، وأن نعلنها توبة صادقة صالحة من هذه الساعة، فمن كان مقصراً فليبادر بالتمام, ومن كان مفرطاً فليعد إلى الله، ومن كان مرتكباً فليتب إلى الله جل وعلا، منذ هذه اللحظة إن بلغ الإيمان في قلبك مبلغاً، وأن كلام الله ينفع في قلبك وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم تجدي في خطابك، فاسمع قول الله جل وعلا: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [النور:٥١] {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب:٣٦].

تفقد نفسك! ما هو أمر الله في نفسك؟ ما هو أمر الله في استقامتك؟ ما هو أمر الله في بيتك؟ فقل: سمعت وأطعت ونفذ منذ هذه اللحظة، لا نشاور الجماعة والأصدقاء، أو نشاور الشباب وننظر هل فلان يستقيم أم لا يستقيم؟ فلان يلتزم أو لا يلتزم؟ أحد الشباب كان في طريقه إلى منطقة جلاج، كنت أتحدث أنا وإياه عن أحد الفنانين الذين هداهم الله جل وعلا مطرب فنان محبوب الجماهير على ما قالوا، يقولون له: يا فلان، والله لا تهتدي، قال: والله لو يهتدي فلان بن فلان لاهتديت، والعجيب أن مطربه هذا الآن وإن كان مسجوناً إلا أن الله قد منَّ عليه بتوبة صادقة نصوح، فتاب إلى الله توبة من الفن والطرب، وأخذ ينصح ويعظ المساجين في السجن، وإذا جئنا لصاحبنا هذا وقلنا له: هذا مطربك المفضل تاب فتب إلى الله، قال: هاه أنظر، يمكن أن أقلب، أو يقول: أنا سأتوب ولكن الأغاني لا أستطيع تركها، والدخان هذا صعب، واللحية ماذا يقول الناس عني؟! مطوع معقد!! والثوب أخاف من كلامهم، ويمكث يجمع لك (أتخشى الناس والله أحق أن تخشاه) يخشون الناس ولا يخشون الله، الناس هؤلاء يؤخرون الأجل لحظة؟ يعجلون عرضك على الله يوم القيامة؟ يدخلونك الجنة؟ يخرجونك من النار؟ ما قتل الناس مثل الناس، وما ذبح الناس مثل الناس، مجاملة الناس، مراءاة الناس، الأصدقاء، الشلة، الآخرون وهلم جراً، ولو جئت إلى أحدهم في ريال أو عشرة أخذ يقلب عينه فيك ويحسب ويناظر وأنت كفء أم لا، وأنت تستحق أم لا، ويمكن يعطيك وينظر ما هو مردودها معك، وربما يستغلك فيما يعطيك، لكن عليك برب كريم يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، ينزل ربنا في ثلث الليل الآخر فيقول: هل من تائب فأتوب عليه؟ هل من مستغفر فأغفر له؟ هل من سائل فأعطيه؟ أين التائبون؟ أين المستغفرون؟ أين المقبلون على الله؟