للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السفر إلى بلاد الكفار]

أيها الأحبة! إن من العجب والمحزن والمبكي، أن ترى بعض كبار السن لا يزال غارقاً في لشهواته، عددٌ ليس بالقليل من كبار السن، لما تقاعدوا من أعمالهم، تجد البعض منهم سافروا إلى الخارج وسكنوا هناك، والناس يتمنون أن يعيشوا في بلاد الإسلام، إن من الصالحين من لما تقاعد من وظيفته واشتعل رأسه شيباً هاجر إلى مكة والمدينة يريد أن يموت فيها، من استطاع أن يموت في المدينة فليفعل، المدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون، وآخر لما تقاعد اشترى له شقة في بلدٍ النساء فيه كاسيات عاريات، وبعضهم لا يجد أنسه إلا إذا أخذ جرائد الصباح واستمتع بها في مشهدٍ قد امتلأ طريقه وممر عبور الناس فيه بألوان الغاديات، وأصناف الكاسيات العاريات، يا سبحان الله إن منهم هداهم الله -وأقول هذا الكلام، وهي رسالة لا شك أنها ستصل أناساً ممن هم على هذه الشاكلة- من يمكث طيلة السنة خارج المملكة، فإذا جاء رمضان جلس في بيته يصوم مع أولاده، وليلة العيد الويل كل الويل إن لم تكن بطاقة الصعود إلى الطائرة للعود إلى تلك البلاد قد أعدت له، يترك شيئاً يسيراً من المال لأهله ويعيش وحده هناك، الله أعلم كيف يعيش، بل بعضهم معلومٌ عيشه بشهادة الشهود العيان، يشار إليه بالبنان، ويعرف حاله ومآله، وما يتقلب فيه بتلك البلاد، وقد قلت ذات يومٍ لأحدهم يا فلان! في كل مرة يستقبلك أولادك في المطار، وإن لم تتب فيوماً من الأيام يستقبلون تابوتاً فيه جثتك، اعلم إن لم تقطع هذه العادة والهجرة إلى بلاد الكفر والسكنى والمكث والبقاء فيها، إن لم تقطع هذه المعصية، إن لم تبادر بالإقلاع عن هذا الفعل لتعيش في بلاد التوحيد والإسلام، ولتجاور واحداً من الحرمين مكة أو المدينة، اعلم إن لم تبادر بالتوبة والإنابة والرجوع وأنت تعز وتكرم بين أولادك الذين يتعطشون لاستقامتك، ويتعطشون لحسن خاتمتك، ويخافون من حالٍ يشمت بهم الشامتون فيك، يقول لهم الناس فلانٌ أولاده تعودوا أن يستقبلوه، واليوم استقبلت جثته مع العفش، مع عفش المسافرين في المطار، فأسألك بالله من الذي يحمد حالك، أو يشكر صنيعك، أو يذكرك بخير، أو يذكر لك سيرة حسنة.

اللهم أحسن ختامنا، اللهم أحسن ختامنا، اللهم أحسن ختامنا، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه من كل ذنبٍ، إنه هو الغفور الرحيم.