للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من مشاكل أصحاب التسجيلات الإسلامية]

سألتُ كثيراً من الإخوة أصحاب التسجيلات الإسلامية، وطلبت من بعضهم أن يكتبوا لي كتابة خطية عن المشاكل التي يواجهونها، فكان خلاصة ما كتبوا: قضية المنافسة في سعر البيع، وأحياناً احتكار بعض النسخ، أو ما يسمى بالإصدارات، ننصح إخواننا الذين يعتنون بالإصدارات مع إسداء جزيل الدعاء والشكر والثناء عليهم، نسأل الله أن يوفقهم وأن يعينهم، ننصحهم أن يتلطفوا بأحوال أصحاب التسجيلات الإسلامية الصغيرة، وليكن هناك نوع من التعاون، في حين أن الأمر فيه سعة، وكثير من المشاكل بالذات فيما يتعلق بالإصدار حُلَّت أو انتهت؛ لكن تبقى قضية المنافسة في سعر البيع؛ أنا عندي تسجيلات إسلامية مثلاً فتجدني أبيع بأربعة ريالات؛ لكن بجواري واحد يبيع بثلاثة وربع، ونعيش في حرب الأسعار، كأننا في (منظمة أوبك) وهذا خطر عظيم لأنه سوف ينتهي بالتالي إلى أن أغلق محلي ويبقى هذا وحده، ثم يأتي من ينافس هذا لكي هذا يغلق ويبقى الثالث، ثم يأتي من ينافس الثالث فيغلق ويبقى فقط رابع، فإذا كان يوماً ما عندنا في السوق مائة محل أو دكانٍ للتسجيلات الإسلامية، بعد نشوب حرب الأسعار سوف تصفي العملية على عشرين أو خمسة وعشرين من محلات التسجيلات الإسلامية، ومن الذي أغلقها؟! تنافس أصحابها، وتسلط ألسنتنا على أصحابها، ونستكثر أن نزيد ريالاً أو ريالين ونحن نشتري وسيلة من وسائل الدعوة، ولو أن الإنسان استحضر وجمع في قلبه وتصور بين ناظرَيه أنه لا يدفع في الحقيقة ريالاً، وإنما يقدم في موازين الحسنات حسنات يسأل الله أن يلقاها، سواءً كان السعر غالياً أو رخيصاً فإنه لن يستكثر شيئاً أبداً.

.

وما مع الحب إن أخلصتَ من سأمِ

أيها الإخوة! بعضهم يقول لي -وكان يوماً ما صاحب تسجيلات أغاني، ثم حول محله إلى تسجيلات إسلامية-: عندما كنت أبيع الأغاني لا يمكن أن أبيع الشريط بأقل من عشرة ريالات -وكما قال عمر رضي الله عنه: [اللهم إني أشكو إليك جَلَد الفاسق وضعف الثقة] يقول: يوم كنا على ضلالة كان الواحد يبيع شريط الأغاني بعشرة ريالات، وما تجد شاباً يكاسرك أو يماكسك في سعره.

الآن نبيع الشريط بأربعة أو بأربعة ونصف أو بخمسة، وتجلس ساعة أحياناً مع البعض لكي يشتري منك شريطين أو ثلاثة، بعد مماكسات طويلة، قال: هذا إذا كان الشريط لمطرب واحد، أما إذا كان الشريط منوعاً، فإن تسعيرته تتراوح ما بين ثلاثين إلى خمسين ريالاً ولا يسألك عن الباقي.

فلماذا أهل الباطل وأهل الشر على خلافنا -ولا نحكم على كل من سمع الغناء أنه من أهل الباطل وأهل الشر، لعل فيه خيراً كثيراً، ولعل الله أن يهديه- نقول: لماذا ذاك الشاب يوم أن كان في ضلالة على سماع الملاهي كان يبذل أموالاً طائلة، ربما بعضهم اشترى يومياً بعشرين ريالاً، تجده يصرف على الأشرطة قرابة ثلاثمائة ريال شهرياً، في حين أنك ربما اشتريت بمثل هذا السعر أكثر من خمسين أو ستين شريطاً.

فلماذا نحن الذين نماكس ونحن الذين نزعج أصحاب التسجيلات الإسلامية؟! ولماذا نحن الذين نشغلهم ونقول: أنتم احتكاريون وأنت ماديون، وأنت مصلحيون، وليس قصدكم لوجه الله جل وعلا؟! هذا مما يفت ويضعف عزيمة صاحب المحل ويقول: لو أنني قلعت هذا الديكور وهذه التسجيلات وسَلِمْت من مراقبة الإعلام؛ هذا ممنوع، وهذا غير ممنوع، والزيارات المفاجئة: ماذا عندك من الأشرطة الممنوعة أو غير الممنوعة، لو أنني بعت دجاجاً؛ (البيض غير ممنوع) والمناقير مسموحة، فلا أظن أحداً سوف يفتش عليك في المحل أبداً، يا أخي، بلا تسجيلات إسلامية وبلا هَم، دعنا نتعاون مع دواجن الوطنية أو الأخوَين، ونبيع دجاجاً وننفك، لا آخر إصدار ولا أول إصدار، دجاجة ذُبِحَت أمس، وبِيْعَت اليوم، ما هناك إشكال! لتجد أن الشاب يميل إلى هذا الأمر ويبتعد عن أن يمارس تجارة بسيطة جداً، في وقت يستهلك عليه أغلب ساعات يومه وليله والمردود المادي أو العائد المادي ليس شيئاً يذكر بالنسبة لمختلف الأنشطة التجارية والمجالات الأخرى، ونكون بهذا قد تسببنا في إغلاق كثير من المحلات.