للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قول العبد: (سبحان الله)]

وأما كلمة (سبحان الله) ففضلها عظيم، وأمر الله بها فقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً} [الأحزاب:٤١] وقال تعالى: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً} [الأحزاب:٤٢] وقال تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْأِبْكَارِ} [غافر:٥٥] وقال صلى الله عليه وسلم: (من قال: سبحان الله وبحمده في يومٍ مائة مرة، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر) متفقٌ عليه، وقال صلى الله عليه وسلم: (أيعجز أحدكم أن يكسب كل يومٍ ألف حسنة، فقال سائلٌ من الجلساء كيف يكسب أحدنا ألف حسنة، قال: يسبح مائة تسبيحه فتكتب له ألف حسنة، أو يحطّ عنه ألف خطيئة) وقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كلمتان حبيبتان إلى الرحمن، ثقيلتان في الميزان، خفيفتان على اللسان، سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم).

والله ربما جلسنا في الجدال والمراء والحوار والأخذ والرد والقصص والحكايات والروايات ساعاتٍ طوال، فإذا قيل لأحدنا نمكث نذكر الله بعد الصلاة ربع ساعة، أو عشر دقائق، قال: إني مشغول.

لا تذكر الأشغال إلا دبر الصلاة، لا تذكر الأعمال إلا حال استحضار الذكر أو عند هم العبد به، أما يوم أن تغفل النفس فلكثيرٍ من الناس قدرة أن يملأ أشرطة مئات الساعات قيلاً وقالاً دون ذكر الله جل وعلا.