للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بعض شبهات الدجال]

وعن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (يأتي الدجال وهو محرمٌ عليه أن يدخل نقاب المدينة، فينتهي إلى بعض السباغ فيخرج إليه رجلٌ هو خير الناس فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدَّثنا عنك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيأمر الدجال به فيشبح، أي يربط في يديه ورجليه على خشبة، فيقول الدجال: خذوه واشبحوه فيوسع ظهره وبطنه ضرباً، فيقول: أما تؤمن بي؟ فيقول: أنت المسيح الكذاب، فيؤمر به فينشر بالمنشار من مفرق رأسه إلى قدمه، ثم يمشي الدجال بين قطعتيه، فيقول له: قم، فيستوي قائماً، ثم يقول له: أتؤمن بي؟ فيقول: ما ازددت فيك إلا بصيرة، ثم يقول: أيها الناس! إنه لا يفعل بعده بأحدٍ من الناس ليذبحه، فيُجعل ما بين رقبته إلى ترقوته نحاس فلا يستطيع إليه سبيلاً، فيأخذه بيديه ورجليه، فيقذف به يحسب الناس إنما قذفه في النار، وإنما ألقي في الجنة) هذا أعظم الشهداء عند رب العالمين.

وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (الدجال أعور العين اليسرى جفال الشعر، معه جنةٌ ونار، فناره جنةٌ وجنته نار) رواه البخاري ومسلم.

وروى أبو داود رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: (من سمع الدجال فلينأ عنه -فليبتعد عنه- فوالله إن الرجل ليأتيه ويحسب أنه مؤمنٌ فيتبعه بما بعث به من الشبهات).

وقال صلى الله عليه وسلم: (تعلمون أنه ليس يرى أحدٌ منكم ربه حتى يموت، وإنه مكتوب بين عينيه كافر، يقرؤه من كره عمله) أي: من كره عمل الدجال، رواه البخاري ومسلم.

ومن الجميل -يا عباد الله- أن تعلموا أن أول زمرةٍ كبيرة عظيمة تتبع الدجال إنما هم اليهود عليهم من الله ما يستحقون، وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي يرويه الإمام أحمد: (لا يخرج الدجال حتى يذهل الناس عن ذكره، وحتى تترك الأئمة ذكره على منابر).

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا، وأستغفر الله العلي العظيم الجليل الكريم لي ولكم، فاستغفروه وتوبوا إليه؛ يمتعكم متاعاً حسناً، ويرسل السماء عليكم مدراراً.