للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[عزاء ومواساة]

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، تمسكوا بشريعة الإسلام، وعضوا عليها بالنواجذ وعلى العروة الوثقى، واعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ في الدين ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار، عياذاً بالله من ذلك.

أيها المسلمون: أنتم شهود الله في أرضه، وقد شهد القاصي والداني لسماحة الشيخ ابن باز بالقبول والمحبة، والدعاء والإجلال والثناء، وإنا لنعلم بإذن الله ورحمته ومنّه أن ما عند الله لسماحته خيرٌ مما عندنا، ولكن القلوب تحزن على الفراق، والأعين تدمع على ذلك، ولا نقول إلا ما يُرضي الله عز وجل: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أجرنا في مصيبتنا، واخلف لنا خيراً منها، يقول صلى الله عليه وسلم: (أتاني جبريل عليه السلام، وقال: يا محمد! عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به، واعلم أن شرف المؤمن قيام الليل، وأن عزه استغناؤه عن الناس).

أمة الإسلام: إنا على ثقة أن في كبار علماء هذه البلاد وغيرها من يخلفون هذا الإمام الجليل بإذن الله عز وجل، ولعل الله أن يبعث من طلبته والمنتفعين بعلمه من يكون علماً يُذكِّر بسماحته رحمه الله في العلم والدعوة، والنفع والكرم.

لقد مات سماحة الإمام: محمد بن إبراهيم رحمه الله رحمةً واسعةً، فكأنما الشمس سقطت، وكأنما النجوم أفلت، وكأنما الدنيا أظلمت يوم مات، فخلف الله للأمة بسماحة الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، ونسأل الله الذي أخلف بهذا عن ذاك أن يخلف على أمتنا وعلى بلادنا خيراً منهم يا رب العالمين، وأن يجمعنا بهم في المهديين، وأن يجعلهم مع النبيين والشهداء والصديقين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، اللهم أعز الإسلام والمسلمين، ودمر أعداء الدين، اللهم أبطل كيد الزنادقة والملحدين، اللهم من أراد بهذه البلاد فتنةً، وبولاة أمرها مكيدةً، وبالمسلمين شراً وبلاءً، اللهم اجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميره يا سميع الدعاء.

اللهم أرنا فيه عجائب قدرتك، اللهم عجل فضيحته، واهتك سريرته، اللهم انصر المجاهدين المسلمين في كوسوفا، اللهم انصر المسلمين في كوسوفا، اللهم انصر المسلمين في كوسوفا، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم أهلك الصرب أجمعين، وأهلك الظالمين بالظالمين، وسلط عذابك عليهم أجمعين، وادفع شرهم وبلاءهم عن المسلمين يا رب العالمين.

اللهم استعملنا في طاعتك، وتوفنا على مرضاتك، وحبب إلينا كل سبيلٍ يُقرب إلى جنتك، واغفر اللهم لنا ولوالدينا، وأحبابنا والمسلمين، يا رب العالمين.

{إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦].

اللهم صل وسلم وبارك على نبيك محمدٍ صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر، وارض اللهم عن الأربعة الخلفاء، الأئمة الحنفاء: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وارض اللهم عن بقية العشرة، وأهل الشجرة، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وَمَنِّكَ وكرمك يا أكرم الأكرمين.

إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي؛ يعظكم لعلكم تذكرون، فاذكروا الله العلي العظيم الجليل الكريم في كل أحوالكم يذكركم، واشكروه على آلائه يزدكم، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.