للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قول العبد: (الحمد لله)]

أيها الأحبة: اسمعوا طرفاً وشيئاً من الأذكار السهلة الهينة اليسيرة على الألسنة، والتي رتب عليها الأجور العظيمة بإذن الله وفضله ومنَّه، فكلمة (الحمد لله) قال صلى الله عليه وسلم: (الحمد لله تملأ الميزان) وقال صلى الله عليه وسلم: (من قال: الحمد لله رب العالمين من قبل نفسه كتبت له ثلاثون حسنة، وحط عنه ثلاثون خطيئة) وكذلك كما قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها أو يشرب الشربة فيحمده عليها) رواه مسلم.

وفي الحديث: (أفضل عباد الله يوم القيامة الحمادون) أي: الذين يكثرون حمد الله جل وعلا.

وإن مما ينبغي أن نتوقف عنده قليلاً عند حديث: (إن الله ليرضى على العبد) أي يأكل الأكلة فيحمده عليها، في مناسبات الأفراح وفي قصور الأفراح إذا دُعي الزوار إلى صالة الطعام أول ما يضعون أيديهم على صحون الأطعمة يسمعون صوت الغناء من النساء بالمكبرات، فكيف يجتمع شكر الله على هذه النعم والموائد الطويلة، وكيف يليق بالقوم أن يتقلبوا في نعم الله بألوان المآكل والمشارب وهم أول ما يضعون أيديهم بعضهم يقول: باسم الله! وفي الصالة المجاورة بصوتٍ مسموع يسمع صوت الغناء، وبعض النساء يستخدمن مكبرات الصوت، ولا تكف الدفوف عن الضرب، ناهيك عما قد يدخل من أجهزةٍ ومسجلاتٍ وموسيقى وغير ذلك!! فهل يليق أن يكون المدعوون مشتغلين على هذه النعم يأكلون منها وواجبهم حالها أن يشكروا الله ويحمدوه في الوقت الذي يسمع فيه صوت النساء بالمكبرات؟! هل هذا من شكر الله؟! هل هذا من الثناء على الله بنعمه؟! هل هذا من القيام بشكر الله؟! لذا فإننا نوصي أنفسنا حال ما نكون مسئولين عن أي مناسبةٍ أو دعوة، أن نمنع النساء من ضرب الدفّ إلا بعد خروج الرجال من صالة الطعام! ونقول: الدف المشروع منه والمسموح منه بنص الشرع، أما ما يحصل في كثيرٍ من الصالات من سماعات ومكبرات وآلات أو موسيقى أو أغانٍ فيها غزل وفيها تشبيب، وفيها ما فيها من الكلام الذي يهيج النساء بعضهن على شهوة، وبعضهم على فاحشة، وبعضهن على فتنة، فهذا لا يجوز ألبتة، حتى لو لم يكن معه إلا الدف وحده هذا أولاًّّ!! الثاني: أن نتناصح: فإذا نزلنا مقاماً أن نتناصح فيه، ونقول لصاحب الوليمة: نحن على نعمةٍ من نعم الله، وموائدٍ لا يحدها البصر، فواجبك أن تمنع النساء من الدف ورفع الأصوات حتى ننتهي من نعمة الله، حتى نسمي الله، ونأكل ونحمد الله، ونقوم عن هذه المائدة، وقد شكرنا الله جل وعلا، ثم حينئذٍ يضربن ما شرع أو سمح لهن من الدف.

الثالثة: نوجهها إلى هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهي سلطةٌ قادرة أن تعمم على جميع قصور الأفراح ألا يبدأ بالدف حال وجود الرجال في صالة الطعام، وألا ترتفع أصوات النساء بالأهازيج أو بالدف أو النشيد إلا إذا خرج القوم وقد انتهوا من الأكل والشرب؛ حتى لا نتهاون بالنعم {فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ} [النحل:١١٢] تهاونت، وبطرت، وعبثت، لم ترع للنعمة حقها؛ فأذاقها الله لباس الجوع والخوف وذكر الجوع والخوف بصيغة اللباس، فُصل الجوع كما تفصل الملابس، وفُصل الخوف كما تفصل الملابس، فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون، نحنُ على خطر إن لم نشكر هذه النعمة:

إذا كنتَ في نعمةٍ فارعها فإن المعاصي تزيل النعم

وداوم عليها بشكر الإله فإن الإله سريع النقم