للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الجنة فضل ومنة من الله جل وعلا]

أيها الأحبة! الجنة هي الوعد، الجنة هي الجزاء، الجنة هي الثواب، الجنة هي المآل، الجنة هي الثمن، الجنة هي الصفقة، الجنة هي التجارة، الجنة هي الغاية، الجنة هي المنتهى بعد رحمة الله سبحانه وتعالى.

أحبتنا في الله! إن الجنة التي أعدها الله جل وعلا وهي الآن موجودة، هي جنة فيها من عباد الله من ينعم، هذه الجنة ليست ثمناً لأعمالنا، ليست ثمناً لسعينا، ولا لكدنا، أو تعبنا أو صلاتنا أو قيامنا أو صيامنا؛ إنما هي فضلٌ ومنةٌ ورحمةٌ وكرامةٌ من الله جل وعلا.

ثبت في صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنه لن يدخل أحدٌ منكم الجنة بعمله قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟) أنت -أيها النبي- الذي جاهدت في الله حق جهاده، الذي بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، البر الرءوف الرحيم بهذه الأمة! أنت -أيها النبي- الذي قمت حتى تفطرت قدماك! أنت -أيها النبي- الذي ربطت على بطنك حجرين من الجوع في سبيل الله! أنت -أيها النبي- الذي صبرت على ما جاءك وأصابك في سبيل الله وفي ذات الله! قالوا: (حتى أنت يا رسول الله؟ قال: حتى أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته).