للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لا يكلف الله نفساً إلا وسعها

السؤال

فضيلة الشيخ! لي ابن في هذا المعهد له أكثر من ثلاث سنوات في مرحلة التهيئة لم ينجح، وكلما ناقشت معه المدرسين قالوا: قصور من البيت وليس من المعهد، هل يلحقني من الإثم مع الجهد الذي بذلته مع أنني لست متخصص في ذلك؟

الجواب

لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، ما دام المدرسون بذلوا جهدهم وأنت تبذل جهدك، الباقي على الله سبحانه وتعالى، ولله حكمة.

الله عز وجل عليم حكيم يا أحباب، هذه المسائل ليست بالأماني ولا بالأهواء ولا بالترجي، لا شك أن كل واحد يتمنى أن ولده أجمل وأذكى وأحسن وأقوى الأولاد، لكنه ابتلاء وامتحان ولله في ذلك حِكَم، فالإنسان يرضى بما قدر الله، لا شك أن الإنسان لا يتمنى البلاء، لكن إذا ابتلي بشيء من ذلك، فليصبر وليحتسب، وليتقرب إلى الله عز وجل بصبره على هذه البلوى.

جاء في الحديث (وهل تنصرون وترحمون وترزقون إلا بضعفائكم) بعض البيوت كان فيها من المتخلفين من لما كان موجوداً بينهم كانت الأرزاق تتدفق عليهم، والخيرات والأنس والشيء الكثير من الرضا، مع وجود هذا المتخلف عندهم، ولما كتب الله لهذا المتخلف أن يموت وفارقهم زال عنهم كثير مما كانوا يأنسونه ويطمئنون به، فلا تعلم أنت ما هي القضية، ولا يقول أحد: والله لا يرزقنا الله إلا بمتخلف، لا.

لكن لله حكم وأسرار، وهنا يظهر سر الإيمان: وهو الرضا بقضاء الله وقدره، والتسليم بما لا نعلمه مما يختص الله بعمله، وهو الحكمة في الخلق والتدبير {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} [الأعراف:٥٤] {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء:٢٣].