للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ظاهرة انتشار المقاهي ومحلات الفيديو]

السؤال

فضيلة الشيخ: في الآونة الأخيرة انتشرت المقاهي ومحلات الفيديو، ونرجو من فضيلتكم التعليق على هذا الوباء الخطير؟

الجواب

كلها من مظاهر الفراغ، ومن مظاهر ابتذال الوقت المفضي إلى احتقار الذات، تعال انظر إلى مقهى من المقاهي وعد كم سيارة واقفة عنده وادخل على هؤلاء الشباب، ثم ماذا؟ مضيعة وقت.

هل يحلون قضية الشرق الأوسط؟ لا.

أعندهم مشاريع نافعة؟ لا.

بل مضيعة وقت، وإفساد أخلاق، وإتلاف أبدان، وخسارة أموال، كل هذه مجتمعة، فلا غرابة أن تجد الذي يخرج من هذا المقهى بعد ما أخذ له عشرة رءوس أو اثني عشر رأساً؛ أن تجده مسكيناً هزيلاً ضعيفاً، عندما تخاطبه يجد من نفسه ذلة وإهانة، هو بنفسه يحتقر نفسه لفعلها، والحاصل أنها دلالة على الخطر العظيم.

منذ مدة قدم لي أحد الشباب ورقة فيها مقالة: أين المتنفس؟ يقول: أين يتنفس الناس إذا أردنا أن تكون المقاهي خارج المدينة؟ وهذه كلمة حق أريد بها باطل، وكاتب يقول: لماذا يحرصون على إبعاد المقاهي من داخل البلد، ونحن نقول هذا ونكرر: هذه المقاهي يشربون فيها الشيشة، وتجد الطفل الصغير يأتي ويضع رجلاً على رجل، ويقول: أعطني رأساً، أعطني رأسين، والعامل مستعد أن يعطيه عشرة رءوس ما دام يدفع على الرأس كذا مبلغ، مستعد يعطيه إلى أن ينفجر رأسه، لكن القضية وما فيها في كيفية تأثيرها على الشباب، يخرج الولد من المدرسة إليها فيأخذ له رأساً أو رأسين حتى يُدمن، ويأتي الولد البريء النزيه ويقولون له: اجلس اشرب معنا شاي، ثم يجلس يشرب الشاي، ويقول: أعطني رأساً، ثم ثبت بما لا يتطرق إليه الشك أن نسبة من هذه المقاهي خاصة التي يتناول فيها ما يسمى بالشيشة تستخدم لتهريب وتوزيع المخدرات: (الكمية المطلوبة اثنا عشر حبة، الموعد قهوة كذا في المحل الفلاني، سلم واستلم، الكمية المطلوبة خمسين حبة، من أي نوع؟ من النوع الفلاني كبتاجون، هروين، كوكائين، الموعد المحل الفلاني) وهم أذكياء يبدلون المحطات، وفي فترة من الفترات انتشرت على خط الحجاز محلات تغيير زيوت انتشاراً رهيباً وبشكل غريب جداً، وما بين هذه المحطة والتي بجانبها إلا عشرين متراً أو خمسين متراً، أيعقل هذا؟! فينبغي للشاب الذكي أن يقف عند أي ظاهرة معينة ويحلل، وأخيراً قال: هؤلاء كلهم ما وجدوا إلا الزيوت، ربما يكفي واحد، لكن لماذا يوجد خمسة ستة متجاورين؟ فتبين بعد مدة أن فيها ما فيها من المخدرات.

إذاً المسألة يا إخوان لا يوجد من وراء محلات الفيديو والمقاهي داخل البلاد إلا الشر المستطير، وحينما تجد شاباً عمره أربع عشرة سنة أو ثلاث عشرة سنة ولديه مجموعة أشرطة داخل محل الفيديو يبدل ويغير، فيمكن أن يأتي يوم يطمع صاحب المحل في هذا الشاب ويعطيه شريط خلاعة، ومن يقول: إن هذه المحلات ليس فيها أشرطة خليعة؟ أتصدقون هذا الكلام؟ هل نحن بلداء إلى هذه الدرجة؟! لا شك أن الأنظمة تمنع وجود الأشرطة حتى التي فيها القبلة أو الفخذ العارية، لكن هل التزم أصحاب المحلات بهذا؟! والذي يتورع من أن يبيع خناً وفساداً وخلاعة ورقصاً ودفاً ومزماراً، هل فعل مثلما فعلت تسجيلات الهداية؟! للأسف محل واحد هو مركز الهداية للصوتيات، وأنا من هذا المنبر أدعوكم لزيارته والتعامل مع مركز الهداية للصوتيات في شارع الأمير عبد الله في الرياض محل واحد وعندنا الكثير من محلات الفيديو، من منكم يبدأ بخطوة جبارة ويفتح محل فيديو إسلامي، أول ما فتح هذا المحل وقف ضده بعض الصالحين هداهم الله يقول: لا يجوز، يا أخي هذا نقطة نور في بحر الظلام، الآن تستطيع أن تؤثر على مجموعة عندما تكلم الناس عن وضع الجهاد بدون صورة؛ لكن خذ شريطاً من أفلام الجهاد الأفغاني واعرضه على الناس وانظر كيف الوضع.

وبالمناسبة أدعو إدارة النادي والأخ مسئول العلاقات موجود أن يدعو مجموعة في يوم من الأيام وأن يعرضوا فيلم عن الجهاد في أفغانستان كما فعل نادي الشباب حيث وضع يوماً ثقافياً أو معرضاً عن هذا لـ أفغانستان، فلابد أن تكون هذه الوسائل نافعة لا أن تكون ضارة.

ففي الحقيقة وجود المقاهي ووجود أفلام الفيديو فيه ضرر بالغ على الأمة، كم عندنا من محل فيديو؟ لا يخطر على بالك لو ذكرت لك الرقم الموجود، ولن أعطيك إياه، أريدك أن تبحث وتسأل.

مقابل محل واحد فقط لا غير؛ هل جاء أحد يطلب منه تصريحاً أو رفضه؟ انظر أنت إلى التسجيلات الإسلامية كيف انتشرت وكيف فشت في المجتمع، وكثير من الشباب قلبوا محل الفيديو والأغاني إلى محل فيديو إسلامي، فهل توجد خطوة جديدة لمحلات الفيديو؟ نسأل الله ذلك.