للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[منكر القنوات الفضائية]

المستقبلات للقنوات الفضائية والشاشة، أليست منكراً يعرض على الأبناء سماً زعافاً يقتلهم ثم يذبحهم بإرادتنا ليل نهار؟ بلى والله، إنه لشرٌ، والعجب العجاب من أبٍ يرضى لأبنائه وبناته أن يمكثوا الساعات الطوال أمام هذه الشاشة وهو لا يدري ماذا يقال لهم! أسألكم بالله لو طرقت الباب على واحدٍ من الآباء وقلت له: أريد أن أتحدث مع ولدك ثلاث ساعات على انفراد أرجوك لا تتدخل ولا تسمع ماذا أقول، هل سيطمئن هذا الأب إلى هذا العرض؟ هل سيوافق على أن أخلو بولده أو يخلو أحدٌ بولده ليحدث ولده ساعتين أو ثلاث؟ لا.

ماذا ستقول له؟ وما الغاية؟ وما الحاجة إلى هذه الجلسات الطويلة؟ وماذا عندك؟ وماذا وراءك؟ إذا كان بعض الآباء أصابه الشك من لقاءات ولده ببعض الأخيار، فأقول: سبحان الله! كيف ترفض ذلك وتقبل أن يبقى ابنك أو ابنتك أمام القناة الفضائية خمس ساعات أو ست ساعات، من الساعة التاسعة إلى الساعة الواحدة أو الثانية في الليل، أربع ساعات أو خمس ساعات؟ كله تعليم وغرس؛ البنت تتعلم كيف تخرج؟! تتعلم كيف تعاكس؟! تتعلم كيف تخدع؟! تتعلم كيف تحتال؟! إذا كان بجوار هذه القناة هاتف أخذت الهاتف وأخذت تتصل: ممكن نشارك، أنا أقول، أنا أفعل، أنا أنا إلى غير ذلك، هذا يجوز يا عباد الله؟! أليست مسئولية؟ أليست قضية تحتاج إلى أمر ونهي؟ وبعضهم يقول: مشغولون والله ما عندنا وقت لهذه القضايا:

ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلفاه وحيدا

إن اليتيم هو الذي تلقى له أماً تخلت أو أباً مشغولا

أو في المقابل يقول: لا.

نحن ربيناهم تربية ممتازة، أنا أثق بأولادي، وأثق ببناتي، هذا لا يخطر أن يقع لأولادي أو بناتي، سبحان الله! من المخلصين الأخيار! من المصطفين! معصومين! ما يمكن أن ترد الصغائر والكبائر؟ ما هذا الظن الذي تظنه وأنت تقرب منهم السم الزعاف وتقول: لا.

معصومون لا يمكن أن يفعلوا ذلك، هذه من المصائب والمشكلات الطائفة في البيوت والمنكرات التي يجب أن يتعاون أفراد الأسرة أو الأقارب على إزالتها.