للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مخاطر القنوات الفضائية]

السؤال

من الأمور التي كثرت عنها الأسئلة الأطباق الفضائية (الدشوش)!

الجواب

أيها الأحبة! الفضاء اليوم مملوء بالصور والكلمات والأفكار والأطروحات والقضايا الخطيرة، فلا ينبغي أن يكون موقفنا هو موقف المنهزم، بل يقول الله عز وجل: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} [الفرقان:٣٣] {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ} [الأنبياء:١٨] {فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ} [الرعد:١٧] ينبغي أيها الأحبة أن نحصن أبناءنا من بداية مراحل الطفولة، وفي بدايات مراحل التعليم بالحق أولاً؛ حتى إذا عرفوا الحق أدركوا أن ما سواه الباطل، ولا بأس أن ننوه بأنواع الأخطار والضلالات والمصائب، مع أنه سيأتي الحديث عن قضية الدش، لكن هذه المسألة مهمة قبل ذلك وبعده، ربما لو أتينا لنقول لأحد الإخوة مثلاً: ضع شريط (الكاسيت) في (كرتون الفاين)! فهل سنسمع الشريط؟! لا.

لأن مكانه الطبيعي هو المسجل، وكذلك وضعه في الكأس خطأ، ووضعه تحت الطاولة خطأ، ووضعه في الجيب خطأ، ووضعه على الأرض خطأ!! كم تتصورون من احتمالات خاطئة، ملايين الاحتمالات من الأخطاء، لكن المكان الطبيعي لهذا الشريط هو: جيب هذا الجهاز، فينبغي أن نبدأ أولاً بتعليم مجتمعنا وأبنائنا وبناتنا ورجالنا ونسائنا الحق، ويعلمون أن ما سواه الباطل، لأن تعليم الحق لا يكلفك إلا بيان الموقع الطبيعي، والصيغة والمقام والمكان والزمان لهذا الحق الذي تدعو إليه، فإذا علمنا ذلك أدركنا أن ما سواه هو الباطل، فأمام هذا السيل الجارف من الصور والكلمات والأفكار ينبغي أن نركز على تعليق الأسس والمبادئ، ولئن كانت الصين الوطنية الكبيرة التي أخذت من الآن رغم الضلال البعيد يعلمون الأطفال من جديد مبادئ (ماوتسي تونغ) من أجل المحافظة على أصول الشيوعية حتى لا يجرفها تيارٌ أو ما يسمى التغيير أو غير ذلك.

فنحن أيضاً أيها الأحبة ونحن دعاة حق يجب علينا أن نعمق كل صور الحق، وأن يعلموا أن ما سواه هو الباطل، حتى لا تبقى عقولهم خالية فتكون كما قال القائل:

أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلباً خالياً فتمكنا

هذه الدشوش نقلت أفكاراً خطيرة، وحولت أوضاع المجتمعات إلى صور وغرائز، ولو أن راصداً أو باحثاً يستقصي بالأرقام والبيانات حجم الجرائم والمشكلات والمشاكل الزوجية، والخيانات والجنح والأخطاء الكثيرة لوجد أن المؤشر يرتفع منذ بداية الدشوش إلى يومنا هذا، والسبب أن هناك سماً زعافاً يبث للناس، يا عجباً لرجلٍ لو قلت له: تعال أعطني ولدك أريد أن أتحدث معه على انفراد، أرجوك لا تتدخل ودعني أتكلم معه!! ماذا تقول؟ لماذا تنفرد به؟ لماذا تكلمه بهذه الطريقة؟ تجد نفسك حريصاً على أن تعرف ما سأقول له، فلماذا لا تكون حريصاً لتعرف ماذا يقول الدش لأولادك وبناتك؟ يا من تتركهم ست ساعات وخمس ساعات وأربع ساعات ضيعوا الدراسة، وتركوا الصلاة، وضيعوا العفاف وتمردوا على قيم الفضيلة، وتجرءوا على السفور والتبرج، وعلى أمور خبيثة ما كنا نعرفها في مجتمعنا إلا يوم أن عرفنا الدش.

ولعلكم في هذه المدينة الصغيرة أحسن حالاً من مدنٍ كبيرة كل ما ينشر في الدش اليوم تجده غداً أو بعد غد (لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة حتى لو دخلوا جحر ضبٍ لدخلتموه).

الآن يوجد من الشباب من يقلد الذين يراهم عبر الفضائيات من المطربين والمخنثين!! والله يا أحباب! مرة في إحدى مدن الولايات المتحدة في مركزٍ إسلامي، جاء شابٌ ظننت أنه منهم يضع ربطة بنت، وجاء فسلمت عليه، وقلت: إن شاء الله هذا مسلم جديد، داخل في الإسلام، ولنفرح به مهما كانت حاله، قال: ألا تعرفني؟ قلت: بسم الله الرحمن الرحيم، قال: أنا فلان، أنا جاركم أنا في البيت الفلاني، قلت: ما الذي جاء بك؟! ما الذي تضعه على رأسك، قال: يا شيخ أنا ساكن في مجتمع غربي ولا حول ولا قوة إلا بالله.

لما رأت أختها بالأمس قد خربت صار الخراب لها أهدى من الجرب

الخراب يعدي كما يعدي الصحيح الأجرب، فيا أحبابنا! بعض الناس إذا ناقشته في الدش قال: أنا يا أخي أتتبع الأخبار! أنا أنتبه للأطفال! وأنا وأنا، أنا قد أغزو! أنا سياحي، رجل صاحب قرار سياسي، رجل صاحب قرار عسكري، رجل مسئوليته تحتم عليه هذا، لكن واحد ينظر في الدش يتفرج عليه وينام عن صلاة الفجر قال: نحن نتتبع الأخبار! قلت: أخبرني عنها، قال: في أفغانستان قتلوا ماذا فعلت؟ هذه آراكن في البوسنة ماذا فعلت؟ هذه البوسنة قاتلوا الصرب فعلوا ماذا فعلت؟ مصائب المسلمين، اليهود مزقوا الناس في فلسطين وقاتلوهم وقتلوهم وشردوهم وكسروا عظام الشباب وسجنوا وفعلوا، ماذا فعلت؟ يا أخي لا تكذب وإذا بليتم فاستتروا.

بعض الناس زوجته وقعت في الفاحشة مع ذي محرم، فعلت الفاحشة مع خالها الذي هو أخو أمها، بسبب ماذا؟ بسبب القنوات والأطباق، وعما قريب سيأتي طبق أكبر من هذا يأتي بأربعين محطة، فالمسألة تحتاج إلى تربية، وتحتاج إلى تعميق الإيمان بالله في النفوس، مساحة لا يمكن أن تصل إليها رقابة الشرطة أو القانون أو الحاكم أو المسئول، إنها الرقابة الذاتية فيما بين الإنسان وبين الله عز وجل.

بعض الناس للأسف يعطي لولده الحرية المطلقة، حمل! ولادة! رضاع! يترعرع ثم إلى الهاوية، والله لأن يكون أحدكم عقيماً خيرٌ من أن يكون له ولدٌ بهذه الحال، الذي أخرجه به إلى الدنيا وضيعه وأهمله، لا تربية! لا قدوة! ولا تعليم! لا هداية! لا ثقافة! لا تحذير من المعاصي! ثم أطلقه سماً وخنجراً على المسلمين!!

وأبناءً حسبتهم سهاماً فكانوها ولكن في فؤادي

وإخواناً جعلتموهم دروعاً فصاروها ولكن للأعادي

فيا أحبابنا! أنصحكم والعقلاء يسمعون النصيحة، أثر في مدينة الرياض رجل برسالتين الرسالة الأولى ثم تبعتها رسالة ثانية بغض النظر عن الحلال والحرام تناقشه مناقشة عقلية برسالتين بفضل الله عز وجل أخرج الدش من بيته من الذي يقتنع أن وجود الدش حرام؟ يا إخوان نحن ننظر إلى تاريخ صلاحية العلبة من الجبن أو القشطة أو المربى، ونقول: لا لا هذه انتهت الصلاحية، انتهت، لا تأكلها فيحدث تسمم، لكننا نحضر السموم ونسقيها أبناءنا في غفلتنا عما يعرض عليهم في هذه الشاشات.

هل تعلمون أن بعض الأمريكان أو الكفار أصبحوا الآن يطالبون بالتخلص من هذا البث، ويرون أن من علاج المجتمع الأمريكي الذي نشأت فيه الجريمة المبكرة هو التخلص من هذه القنوات، ويقولون: إن هذه الأفلام علمتهم السرقة والقتل والجريمة.