للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الاستعداد للقاء الله]

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد: فيا عباد الله: اتقوا الله تعالى حق التقوى، اجعلوا بينكم وبين عذاب الله وقاية، وراقبوا أنفسكم وحاسبوا، وأحدثوا لكل زلةٍ استغفاراً، ولكل ذنبٍ توبة، وأكثروا من الحسنات: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ} [هود:١١٤] اعلموا أن خير الكلام كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكل ضلالةٍ في النار، وعليكم بجماعة المسلمين، فإن يد الله مع الجماعة، ومن شذ شذ في النار- عياذاً بالله من ذلك-.

أيها الأحبة في الله: أيها المؤمنون بوعد الله ووعيده! أيها المسلمون! تذكروا يوماً تلقون فيه ربكم، فتكشف فيه الصحائف والسجلات، ويدني الله عبداً من عباده، ثم يسدل عليه ستره، ويسأل الرب عبده -والله جل وعلا أعلم بما فعل العبد- ليسائله الحساب: عبدي أتذكر ذنب كذا وكذا؟ فإننا -والله- مسئولون عن كل أعمالنا صغيرها وكبيرها.