للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[دفع الناس إلى علياء الدين]

ثم أخي الحبيب! نريد من هذه الثلة المباركة الطيبة من الشباب المستقيم الصالح، نريد منهم أن يرفعوا الناس إلى علياء الدين، وألا ينزلوا بعلياء الدين إلى حضيض الناس، وهذا فرق عظيم فإننا رأينا وسمعنا وشاهدنا أصنافاً من البشر أصبح همهم أن يكيفوا الدين وأحكامه وأدلته لتوافق ما يفعله الناس من الضلالات، وهذا ضلال وخطأ، والصواب أن ترتفع بالناس إلى علياء الدليل لا أن تنزل بالدليل من عليائه إلى مستوى الناس؛ لأن الناس في أحوال متقلبة ودروب متشعبة والحق هادٍ يهديهم ويدلهم، فلا بد أن ترفعهم وأن تنهض بهم ليسعدوا بعلياء الدليل وعزته، لا أن تكيف أدلة الشريعة ونصوصها إلى ما يشتهون وإلى ما يتمنون، واعلموا أننا في هذا السبيل نجد كثيراً ممن يخالفوننا، لكن كما قال الشاطبي رحمه الله: نعظم الجوامع ونجتهد في الفروع، فجوامع وأصول الشريعة نعظمها ونحترمها ونلتقي عليها ولا نرضى أن نكسر الولاء، لأجل الخلاف في مسألة فرعية، ونجتهد في الفروع محترمين لأهل الاجتهاد اجتهادهم فذلك خيرٌ بإذن الله عز وجل.