للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[التقوى هي النسب بين الخالق والمخلوق]

يا معاشر المؤمنين: اعلموا أننا ولله الحمد والمنة على ما فينا من التقصير والنقص -لأن من بلغ به المدح إلى الإطراء حري أن يحثا في وجهه التراب- فإننا لا نزال بخيرٍ ونعمةٍ في تطبيق حدود الله وتحكيم كتابه، ومع هذا فإننا والله بأمس الحاجة على أن نتتبع كلام الله حرفاً حرفاً وآيةً آية لنطبقه في واقعنا، ونعمل به في مجتمعاتنا، فإن ذلك أول سببٍ يحفظنا الله جل وعلا به، ولن نكون أفضل عند الله من الكويتيين أو من أي دولةٍ من الدول؛ لأننا من أهل نجد أو من أنحاء الجزيرة، فإن الله ليس بينه وبين أحد نسب إلا بالتقوى فمن كان أتقاهم لله كان أقربهم منه.

إن بلالاً العبد الحبشي الأسود الذي أكرمه الله بالصحبة لفي أعظم منزل من منازل الملوك والرؤساء وأشراف القبائل، لماذا؟ لأننا نعلم أن هذا الدين كلٌ مكانه فيه بحسب قربه من الله، فإذا كنا نعلم أن الأمن من الله فلا بد أن نتقرب إلى الله بطاعة الله ومرضاته، والبعد عما يسخطه واجتناب ما نهى الله جل وعلا عنه.

فيا معاشر المؤمنين: الخوف الخوف! من العقوبة، والبدار البدار! إلى التوبة، استعدوا وأنيبوا وأسلموا وأخبتوا إلى ربكم، واعملوا أن الأمور وإن كانت تحزُّ في النفس إلا أنه ولله الحمد والمنة -حتى الآن- لم يحصل لأحد إخواننا في الكويت ما ينقل أن بيته اغتصب، أو أن داره دوهمت، أو دخل عليه في عقر داره، لكن هل ننتظر حتى يدخل الفجرة في بيوتهم؟ نعوذ بالله من أن يكون ذلك مما ننتظره أو مما نعده طمأنينة كافية، بل لن نطمئن حتى يخرج إلى أولئك الفجرة من آخر شبر من أراضيهم ويرتدوا على أدبارهم منكسرين.

اللهم لا تجعل ذنوبنا سبباً لما حصل لإخواننا يا رب العالمين! يا أرحم الراحمين! {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} [الأحزاب:٥٦].

اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على نبيك محمد صاحب الوجه الأنور، والجبين الأزهر.