للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[تنبيه إلى كل غيور على فتياته]

وينبغي معاشر الأحباب أن نلتفت إلى تربية بناتنا على الحياء منذ الصغر، والحياء شيء يسري في العروق وفي الدماء، ولا ينفع إيجاده في البنت بعد كبرها وبعد مضيها من العمر دهراً إن لم يكن ذلك الحياء زرع وغرس في نفسها منذ طفولتها، والآن فإن الكثير لا يبالي بحياء الفتاة في صغرها فترى الكثير يلبس ابنته ملابس قصيرة جداً تبدي ساقها وفخذها وإن كانت طفلة لا نقول: إن هذا مما تشتهيه النفوس ولكن نقول: إن هذه الفتاة تتربى في صغرها رويداً رويداً على هذا النوع من اللباس، فإذا كبرت لا ترى بأساً ولا ترى حرجاً لو بدا ساقها أو شيء من فخذها.

إذاً فانتبهوا لذلك يا عباد الله، واغرسوا الحياء في صغاركم وأطفالكم منذ الصغر، وعلموهم الستر والحياء في طفولتهم، وعلموا البنات خاصة أن يلجأن إلى البيوت، ولا تعودوهن كثرة الخروج بهن والاختلاط بغيرهن لأن الحياء شيء يسري في الدماء، ولأن الحياء أمر مهم، فإذا نزع الحياء فلا إيمان، ولا فائدة في امرأة لا حياء لها.

فلا والله ما في العيش خيرٌ ولا الدنيا إذا ذهب الحياء

يعيش المرء ما استحيا بخير ويبقى العود ما بقي اللحاء

والآخر يقول:

ربوا البنات على الفضيلة إنها في الشرق علة ذلك الإخفاق

الأم روض إن تعهده الحيا بالري أورق أيما إيراق

الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق

فالحياء تربية منذ الصغر، والحياء مسئولية على الأولياء والآباء، من استطاع أن ينجح في غرس هذا الزرع في بناته وأطفاله فإنه في مستقبل الأمر بإذن الله يجني شباباً وفتياتٍ صالحين وصالحات، ويرى منهم خيراً بفضل الله جل وعلا، وللجميع أسوة في نبينا صلى الله عليه وسلم الذي كان أشد حياءً من العذراء في خدرها صلى الله عليه وسلم بآبائنا هو وأمهاتنا.

فالحياء مسئولية علينا، وإن الكثير من الفتيات اللائي وقعن في شباك هذه السماعات إنما وقعن لجرأتهن على الحياء، وإنما وقعن غريزة حب استطلاع لما يدور في نفوس بعض الشباب، وإنما وقعن لرؤيتهن أفلاماً فيها شاب يبدأ حبه بمكالمة هاتفية، وبعد ذلك اتصال في أي وقت، وبعد ذلك خروج في أي مكان وبدون استئذان وفي أي مناسبة، وبعد ذلك تعيش المسكينة بعد أن تحطم جدار الحياء في قلبها، ما بال تلك تذهب حيثما شاءت وأنا حبيسة الجدران لا أخرج إلى هنا ولا إلى هناك، وبعد ذلك تقع فريسة أولئك الشباب العابثين.

أسأل الله جل وعلا أن يستر علينا وعليكم، اللهم استر على بناتنا، اللهم استر على محارمنا، اللهم لا تفضح لنا عورة ولا تهتك لنا ستراً.

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العلي العظيم الجليل الكريم لي ولكم، فاستغفروه من كل ذنب إنه هو الغفور الرحيم.