للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[بعض أخطاء الحركات الإسلامية]

والله لو قلنا لتلك الدول التي وقفت سواء كانت حركات إسلامية، ولست بهذا أعادي الحركات الإسلامية، بل أنا أسأل الله أن يسددها وأن يصوبها، تلك الدول التي فيها ما يسمى بالحركات الإسلامية، لو قلنا لهم: إن بلادكم ستغلق الدكاكين وقت الصلاة، وستحكم كما يحكم عندنا بالشريعة، وسوف تترك القوانين الوضعية، وسوف يقتل القاتل، ويقطع السارق، ويفصل التعليم في الجامعة والثانوي بين البنات والبنين، وسوف يجعل لكم جهاز في الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وسوف يجعل الدعاة يتكلمون، وسوف تفتح مراكز الدعوة في كل مكان؛ لقالوا: نعم، هذه الخلافة التي كنا ننتظرها، هذه الخلافة، لو أن هذه الأوضاع طبقت في هذه الدول لقالوا: عادت الخلافة وظهر المهدي في آخر الزمان، وأما بالنسبة لنا فلا تعتبر دولة إسلامية، لماذا العداء للسعودية؟ لماذا العداء لنا؟ هل العداء لملابسنا؟ لماذا هذا العداء؟ أهم قومٌ مثلونا خارج بلادنا؟ أم شبابٌ رأوا في سلوكهم جنوحاً وانحرافاً فظنوا أن كل السعوديين هكذا؟ لا حول ولا قوة إلا بالله! تلك الشعوب التي طبلت والحركات التي دندنت خلف هذا الظلم وهذا الطغيان ساذجة غبية، ولا عجب في ذلك؛ فتلك الحركات التي تنتسب إلى الإسلام، وفيها حركاتٌ إسلامية، وفيها جماعاتٌ عظيمة من الشباب الصادق المخلص المجاهد التقي النقي ولكن فيه غباء، ومن أين أتى الغباء؟ من القيادات، من أين هذه القيادات؟ هندسة زراعية يقود حركة إسلامية! هندسة نفطية يقود حركة إسلامية! إن الحركات الإسلامية إذا أريد لها أن تسير في مسيرٍ صحيح فليقدها العلماء الشرعيون الذي حفظوا المتون، وفقهوا السنن، وأحاطوا بالأحاديث، وعرفوا أصول الفقه والقواعد الفقهية، والناسخ والمنسوخ، والمطلق والمقيد، والعام والخاص، وجميع أحكام الدين، لا تعجبوا أن تروا هذا الانحراف في مسار بعض الحركات الإسلامية، لماذا؟ حينما يكون الذي يقود الحركة دكتوراه في الفلسفة، بروفيسور في الهندسة، دبلوم في الزراعة هذا يصلح مزارعاً أو يقود مزارعين، أما أن يقود حركة إسلامية بأكملها فلا.

يشارك في حركة، نعم يشاور في أمرٍ، نعم ويستفاد من عقله، لكن أن تكون الحركة كلها تنقاد -ولا أقول: كل الحركات بل بعضها- تنقاد بهذا الفكر الزراعي أو الهندسي أو الفلسفي فلا، إن هذا أمرٌ من أمور الدين، ولا يقوم أمور الدين إلا على العلم الشرعي والفقه الحقيقي، أسأل الله جل وعلا أن يدفع البلاء عنا أجمعين.