للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[فتنة الرياضة وكرة القدم]

السؤال

يقول السائل: فضيلة الشيخ! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، والله إني لأحبك في الله، ما رأي فضيلتكم في فتنة الرياضة وبالأخص كرة القدم، وأيضاً مشاهدتها أثناء تأدية الصلوات، أفيدونا أثابكم الله عز وجل؟

الجواب

لا شك أن الرياضة في هذا الزمان فتنة، وكل شيء يخرج بصاحبه عن حده فهو فتنة، وإذا كان تعامل الإنسان معه على حد معقول مسموح به شرعاً فلا حرج إن شاء الله، فتن كثير من الشباب في الرياضة إلى حد أنهم تركوا الصلاة، ينظرون على المدرجات، تحرق الشمس وجوههم وجباههم، والعرق يتقاطر على أبدانهم، ومع ذلك يتركون الصلاة من أجل الرياضة، لكن هذا والله هو عين الفتنة.

لكن أيها الأحبة! لنا تعليق على مسألة الرياضة، نحن لا نقول: الرياضة حرام، حتى لا يظن بعض الذين يستهزئون بالملتزمين الصالحين أن المطاوعة معقدون كما يقال أو متشددون، أو لا يعرفون لعب الكرة، أو يحرمونها، لا أحد يحرم عليك شيئاً أباحه الله أو الأصل فيه الإباحة، ولكن الرياضة نافعة، وعلى الأقل فإنها مشغلة للوقت خير من أن ينشغل الإنسان بالفساد والمخدرات والانحراف والاختطاف والجرائم والإفساد والتخريب، ومع هذا أيضاً إذا قعدت بك من أجل أن تتابع الهدف الثاني من الذي يسجله عن الصلاة فهذه فتنة، إذا عرضت وقت الصلاة فهي فتنة، إذا جعلتك تطلق زوجتك من أجل هذا الفريق وهذا الفريق فهي فتنة، وهذا حصل.

إذا جعلت الإنسان يحدث السباب والفسوق بينه وبين إخوانه المسلمين فهذه فتنة، فالرياضة كغيرها من الوسائل التي يقضى فيها الوقت، لا يمكن أن نقضي الوقت كله في الرياضة، ولكن لها وقتها المحدد، ترويح عن البدن لا بأس، لكن باللباس الساتر، في الوقت المناسب، من غير تضييع للعبادة، بالآداب والأخلاق الإسلامية، لا أحد يمنع من ذلك، وكل شيء خرج بصاحبه عن حده فهو فتنة ولا حول ولا قوة إلا بالله!