للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[خطر النظام العالمي الجديد]

أيها الأحبة: اسمحوا لي أن أقول: إن بركات النظام العالمي الجديد التي طبل لها الصحفيون، وتكلم عنها العلمانيون، وأخذوا يعدون المظلومين بجنان العدالة وبفردوس الرفاهية، أولئك إن كان لهم عقلٌ وبصر فليعرفوا ما هو النظام العالمي الجديد، تجويع الصومال، وذبح وتشريد البوسنة، واستقلال جمهوريات الاتحاد السوفيتي النصرانية أما الجمهوريات الإسلامية فيعود أركان الحزب الشيوعي في روسيا قبل تفككها يعودون حكاماً للولايات الإسلامية، يستقل القوم، فيفرح النصارى باستقلالهم، ويحكمون بلادهم بطريقتهم، أما المسلمون فيستقلون ليعود على رأس النظام وهرمه، ليعود عليهم شيوعيٌ من جديد، بل بعض الولايات الإسلامية ترأسها من كان يظن أو يراهن على أنه خليفة لـ جورباتشوف، ماذا استفاد المسلمون؟ هذا هو النظام العالمي الجديد.

والنظام العالمي الجديد يسمح للنصارى أن يهددوا المسلمين في منجناو، اثنا عشر مليون فلبيني مهددون، والآن تحشد الحشود على المسلمين في الجنوب، والنظام العالمي الجديد يسمح لأقلية النصارى في جورجيا أن تحكم أربعمائة ألف مسلم تحت زعامة إدوارد شيفرنادزا، هذا هو النظام العالمي، وشكراً يا هيئة الأمم، شكراً يا هيئة الأمم على ما قدمت للمسلمين.

لقد منحتنا هيئة الأمم أن ندفن قتلانا، وأن نداوي جرحانا، وأن نأوي المشردين منا، شكراً وألف شكر، هذه حرية الغرب، وهذه حرية النظام العالمي الجديد، الناس أحرار إلا أن يعبدوا الله، الناس أحرار إلا أن يلتزموا بدين الله، الناس أحرار إلا أن يتبعوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

أيها الأحبة: قضايا المسلمين فرصةٌ للدعاية، وفرصةٌ للمزايدة، وفرصةٌ لتجييش العواطف وإثارة العداوات واستثمار كثيرٍ من الأموال، وهذا ما نراه وما يحمله الغيب.

أمرٌ عجيب أيها القادم ماذا تحملُ أيد بنَّاءة أم معول

ليعلم الغرب أن ديننا لا يدعونا إلى العدوان، وقد قلنا وقيلت هذه الكلمة في مؤتمر زغرب، مؤتمر حقوق الإنسان في البوسنة والهرسك، قلنا: بأننا نعلم أن جواسيس الغرب ومخابراته كانت ترصد ذلك المؤتمر الذي لا نعد الخلاص في ذاته، وإنما نعد الخلاص والفرج -بإذن الله- مما ينجم عنه وهو دعوة المسلمين إلى الجهاد لتحرير هذه البقعة، وذهاب الشباب الذين بعثوا روح الحيوية والقوة ورفع المعنوية في الأفغان أن يرفعوها للقادة البوسنويين على أرض البوسنة والهرسك.