للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[من هو المقصود بعداوتكم أيها العلمانيون؟]

ماذا يريد العلمانيون؟ يريدون أن تجتمعوا بهم في الجنة؟ يريدون أن تموتوا على الإسلام؟ يريدون أن تكون قبوركم روضة من رياض الجنة؟ يريد العلمانيون أن تموتوا راكعين ساجدين؟ يريد العلمانيون أن تسعدوا بالستر والحياء والعفاف والأمن مع زوجاتكم وبناتكم؟ لا.

{وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً} [النساء:٢٧] يريدون لكم الميل العظيم يريدون الانحراف الهين يريدون السقوط الواضح لكم ولبناتكم وزوجاتكم وأبناء مجتمعكم، قالوا: مالنا إلا حرب الشريط.

ومقال آخر بعنوان: تجارة الكاسيت، ومقال آخر بعنوان: الكاسيت وما أدراك ما الكاسيت؟ المهم بدأ الضرب على أشرطة الكاسيت، بدأ النقد، بدأ منطلق العداوة تجاه هذه الأشرطة، ما ذنب الشريط؟ أربع (صواميل) ولوحتين بلاستيك، هل يعادى الشريط لهذه القطعة؟ صارحوا تكلموا أيها العلمانيون تعادون من في هذا الشريط؟ القطع الحديدية التي تربط بين جنبات الشريط؟! أم عدوكم ماذا؟ هل هي المحاضرة أم المحاضر؟ هل هي الخطبة أم الخطيب؟ هل هي الدعوة أم الداعية؟ فإن كنتم تريدون أن يكون ميدان المعركة والعداوة هي الخطبة والمحاضرة والدعوة ماذا تعادون في هذا الشريط؟ قول الله جل وعلا؟ إن من كره شيئاً مما أمر الله به كفر، كما صرح بذلك شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب نور الله ضريحه يوم أن ذكر نواقض التوحيد وقال: إن منها: من كره شيئاً مما جاء به الله أو أنزله وإن عمل به، والدليل قول الله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [محمد:٩].

نقول للعلمانيين: ماذا تعادون في هذا الشريط؟ هل تعادون الآيات القرآنية، هل تعادون كلام الله؟ أم تعادون من قاله وتكلم به؟ تعادون الله، هل تعادون كلام رسوله صلى الله عليه وسلم أم تعادون النبي صلى الله عليه وسلم؟ من هم أعداؤكم؟ يا معاشر العلمانيين! إني واثق أن هذا الشريط الذي سيسجل في هذه الخطبة سيسمعه بعضهم أو عدد منهم، فأقول لهم: يوم أن تجلسوا على الفراش وكل يغلق الباب على نفسه ليسمع هذا الشريط هل تعادون كلام الله تعالى؟ أم تعادون الإله الذي أنزله؟ هل تعادون كلام رسول الله أم تعادون الرسول الذي تكلم به؟ وكلامه وحي يوحى، وما ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم.