للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ أَبِي مُوسَى عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى خَلَقَ آدَمَ مِنْ قَبْضَةٍ قَبَضَهَا مِنْ جَمِيعِ الْأَرْضِ فَجَاءَ بَنُو آدَمَ عَلَى قَدْرِ الْأَرْضِ، فَجَاءَ مِنْهُمُ الْأَحْمَرُ وَالْأَبْيَضُ وَالْأَسْوَدُ وَبَيْنَ ذلِكَ وَالسَّهْلُ وَالْحَزْنُ وَالْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ» (١). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾ (٢) صَدَقَ اللَّهُ الْعَظِيمُ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَوْلَا بَنُو إِسْرَائِيلَ لَمْ يَخْبُثِ الطَّعَامُ وَلَمْ يَخْنَزِ اللَّحْمُ (٣) وَلَوْلَا حَوَّاءُ لَمْ تَخُنْ أُنْثَى زَوْجَهَا الدَّهْرَ» (٤). رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّداً وَقُولُواْ حِطَّةٌ نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾ (٥).


(١) السهل والحزن والخبيث والطيب أي في الطباع، فالله تعالى أمر بعض الملائكة أن يأتيه بقطعة من الأرض من كل طباعها وألوانها ففعل كما أمره الله. قيل إن هذا هو عزرائيل فلذا اختصه الله بقبض الأرواح ثم أمر بالطينة فعجنت بأنواع المياه كحلو وحامض ومر فجاء بنو آدم مختلفي الألوان والطباع كأنواع الماء وكألوان الأرض وطباعها، فسبحان الخلاق العظيم.
(٢) وظللنا عليكم يا بني إسرائيل العام السحاب من حر الشمس وأنتم في أرض التيه، وأنزلنا عليكم فيها المن والسلوى وهما مطعومان أولهما كعسل النحل والثاني كالطير السماني، وقلنا كلوا من طيبات ما رزقناكم ولا تدخروا؛ فكفروا بالنعمة وادخروا فقطع عنهم وما ظلمونا بهذا ولكن ظلموا أنفسهم لأنهم حرموه.
(٣) لم يخبث الطعام أي لم يتلف بالحموضة. ولم يخنز اللحم أي لم يفسد بالنتن وذلك أنهم أمروا بالأكل وعدم الادخار فادخروا فاستحال إلى نتن وفساد.
(٤) تقدم هذا في النكاح.
(٥) فالله تعالى قال لبني إسرائيل بعد أن أنقذهم من التيه الذي مكثوا فيه أربعين سنة وهم مع يوشع بن نون وفتح لهم بيت المقدس: ادخلوا بابه سجدًا، أي ركعًا شكرًا لله على ذلك وتمتعوا بكل ما فيه وقولوا حطة أي أمرنا حطة أي حط عنا خطايانا نغفر لكم ذنوبكم بل ونزيد المحسنين فبدل الدين ظلموا منهم قولا غير الذي قيل لهم ودخلوا يزحفون على أستاههم أي ألياتهم وقالوا مستهزئين حطّة حبة في شعره. فأنزل الله عليهم رجزا أي عذابا من السماء بما كانوا يفسقون فهلك منهم في ساعة واحدة بالطاعون نحو سبعين ألفا، فهم في هذا بدلوا أمر الله فعلا وقولا فنزل بهم العذاب، والعبرة في هذا =

<<  <  ج: ص:  >  >>