للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ: لوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أُهْدِيَ إِلَيْهِ مِثْلُ مَا أَعْطَاهُ لَمْ يَأْخُذْهُ إِلا عَلَى إِغْمَاضٍ وَحَيَاءٍ، قَالَ فَكُنَّا بَعْدَ ذلِكَ يَأْتِي أَحَدُنَا بِصَالِحِ مَا عِنْدَهُ. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «إِنَّ لِلشَّيْطَانِ لِمَّةً بِابْنِ آدَمَ وَلِلْمَلَكِ لِمَّةً، فَأَمَّا لِمَّةُ الشَّيْطَانِ فَإِيعَادٌ بِالشَّرِّ وَتَكْذِيبٌ بِالْحَقِّ، وَأَمَّا لِمَّةُ الْمَلَكِ فَإِيعَادٌ بِالخَيْرِ وَتَصْدِيقٌ بِالْحَقِّ فَمَنْ وَجَدَ ذلِكَ فَلْيَعْلَمْ أَنَّهُ مِنَ اللَّهِ فَلْيَحْمَدِ اللَّهَ وَمَنْ وَجَدَ الْأُخْرَى فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (١)»، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَآءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِن تُبْدُواْ الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَآءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ﴾ (٢).

• عَنْ أَنَسٍ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ الْأَرْضَ جَعَلَتْ تَمِيدُ (٣) فَخَلَقَ الْجِبَالَ فَعَادَ بِهَا عَلَيْهَا فَاسْتَقَرَّتْ فَعَجِبَتِ الْمَلَائِكَةُ مِنْ شِدَّةِ الْجِبَالِ»، قَالُوا: يَا رَبِّ


(١) اللمة كهمة: الخطرة بالقلب. فلابن آدم لمة من الشيطان ولمة من الملك؛ فلمة الشيطان وسوسته بالسوء، ولمة الملك الكريم وحيه بالخير، فمن شعر بهذه فليحمد الله، ومن أحس بالأولى فليتعوذ بالله من الشيطان فإنه يحفظه منه والظاهر أن المراد بالشيطان القرين وهذا الملك من طائفة مسخرة لهذا أو من الملازمين للإنسان كالكتبة ثم قرأ النبي الشيطان يعدكم الفقر أي يخوفكم منه إن تصدقتم ويأمركم بالفحشاء أي بالبخل ومنع الزكاة عن مستحقيها والله يعدكم على الإنفاق مغفرة منه وفضلا أي رزقا واسعا خلفا من الإنفاق فإن الله واسع فضله عليم بخلقه، قال تعالى ﴿وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ (٣٩)﴾.
(٢) فالصدقة الجهرية ممدوحة إذا رافقها إخلاص لأنها قدوة حسنة ولكن الصدقة السرية أفضل وأكثر ثوابًا لخلوها عن الشوائب، وهذا في الصدقة المندوبة، أما المفروضة كالزكاة فإظهارها أفضل لئلا يتهم بمنعها وليكون قدوة حسنة.
(٣) تميد: أي تتحرك، فخلق الجبال فعاد بها عليها أي أمر بوضعها على الأرض فاستقرت فقالت الملائكة: يا رب هل في خلقك شيء أشد من الجبال؟ قال: الحديد، أي لأنه يقطع الحجر.

<<  <  ج: ص:  >  >>