للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدَّ مِنَ الْجِبَالِ قَالَ: نَعَمْ الْحَديدُ، قَالُوا: يَا رَبِّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدَّ مِنَ الْحَدِيدِ؟ قَالَ: قَالَ: نَعَمْ النَّارُ (١)، قَالُوا: يَا رَبِّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدَّ مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: نَعَمْ الْمَاءِ (٢) قَالُوا: يَا رَبِّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدَّ مِنَ الْمَاءِ؟ قَالَ: نَعَمْ الرِّيحُ (٣)، قَالُوا: يَا رَبِّ فَهَلْ مِنْ خَلْقِكَ شَيْءٌ أَشَدَّ مِنَ الرِّيحِ، قَالَ: نَعَمْ ابْنُ آدَمَ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ بِيَمِينِهِ يُخْفِيهَا عَنْ شِمَالِهِ (٤). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي آخِرِ التَّفْسِيرِ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ التَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ وَلَا اللُّقْمَةُ وَلَا اللُّقْمَتَانِ إِنَّمَا الْمِسْكِينُ الَّذِي يَتَعَفَّفُ». واقْرؤوا إِنْ شِئْتُمْ ﴿لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافاً﴾ (٥). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿يَمْحَقُ اللَّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ﴾ (٦).

• عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتِ الْآيَاتُ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي الرِّبَا قَرَأَهَا رَسُولُ اللَّهِ عَلَى النَّاسِ ثُمَّ حَرَّمَ التِّجَارَةَ فِي الْخَمْرِ (٧). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.


(١) لأنها تؤثر في الحديد وتذيبه.
(٢) لأنه يطفئ النار ويميتها.
(٣) لأنه ينشف الماء.
(٤) فالمتصدق الذي يخفي صدقته أشد وأقوى عزيمة من كل شيء، وصدقته في دفع البلاء عنه وسرعة قبولها عند الله أقوى من كل شيء، وروى: إن الله تعالى ليضحك لعبده إذا مد يده بالصدقة.
(٥) فليس المسكين الذي يطلب اللقمة فيأخذها فيذهب لأنه ربما كان غنيًا ولكن المسكين الذي لا ملك ولا كسب له ولا يعرفه الناس ولا يسألهم، والمراد الحث على إعطاء المساكين المتعففين فهم أولى وأفضل.
(٦) يمحق الله الربا أي يذهب البركة منه ويربي الصدقات أي يزيدها وينميها ويضاعف ثوابها والله لا يحب كل كفار أثيم أي فاجر يحلل الربا.
(٧) فلما نزلت آيات الربا وهي ﴿الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس … ﴾ إلى ﴿إن كنتم تعلمون﴾، قرأها رسول الله على الناس في المسجد وحرم عليهم التجارة في الخمر لتحريم شربها.

<<  <  ج: ص:  >  >>