للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ جَابِرٍ يَقُولُ: فِينَا نَزَلَتْ: ﴿إِذْ هَمَّتْ طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلَا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا﴾ قَالَ: نَحْنُ الطَّائِفَتَانِ بَنُو حَارِثَةَ وَبَنُو سَلِمَةَ وَمَا يَسُرُّنِي أَنَّهَا لَمْ تَنْزِلْ لِقَوْلِ اللَّهِ ﴿وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا﴾ (١). رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ (٢).

• عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ فِي الرَّكْعَةِ الْآخِرَةِ مِنَ الْفَجْرِ يَقُولُ: «اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلَاناً وَفُلَاناً وَفُلاناً» بَعْدَ مَا يَقُولُ: «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ» فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ﴾ الآية. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَلَفْظُهُ: قالَ رَسُولُ اللَّهِ يَوْمَ أُحُدٍ: «اللَّهُمَّ الْعَنْ أَبَا سُفْيَانَ اللَّهُمَّ الْعَنِ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامِ اللَّهُمَّ الْعَنْ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ» فَنَزَلَتْ: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ﴾ فَتَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَأَسْلَمُوا فَحَسُنَ إِسْلَامُهُمْ (٣).

وَلِلْبُخَارِيِّ: كَانَ النَّبِيُّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى أَحَدٍ أَوْ يَدْعُوَ لِأَحَدٍ قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ فَرُبَّمَا قَالَ إِذَا قَالَ «سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ اللَّهُمَ أَنْ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ (٤)، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ


(١) فالطائفتان بنو حارثة وهم من الأوس وبنو سلمة من الخزرج همتا بالفشل في الحرب ولكن الله ثبتهما وأيدهما بنصره فكان لهما وليا ونعم الولي ربنا، فلذا كانتا مسرورتين بهذه الآية التي هي قرآن يتلى أبد الآبدين.
(٢) ليس لك يا محمد من الأمر شيء بل الأمر كله لله، أي إلى أن يتوب عليهم بالإسلام أو يعذبهم فإنهم ظالمون بكفرهم.
(٣) فلانا وفلانا وفلانا هم المذكورون في هذه الرواية. وتاب الله عليهم فأسلموا.
(٤) الوليد هذا أخو خالد بن الوليد، وسلمة وعياش أولاد أعمام للوليد، أسلموا وكانوا بين أهليهم الكفار بمكة فكانوا يؤذونهم على الإسلام فلذا كان النَّبِيّ يدعو لهم بالنجاة من الكفار ويدعو على الكفار بقوله: اللهم اشدد وطأتك أي بأسك على كفار مضر واجعل حالهم شدة وفاقة كحال المصريين الثانية في أيام يوسف وقد استجاب الله تعالى لنبيه فنزل بهم قحط لم يروا مثله.

<<  <  ج: ص:  >  >>