للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَاجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ» يَجْهَرُ بِذلِكَ.

• عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ كُسِرَتْ رَبَاعِيَتُهُ يَوْمَ أُحُدٍ (١) وَشُجَّ وَجْهُهُ شَجَّةً فِي جَبْهَتِهِ حَتَّى سَالَ الدَّمُ عَلَى وَجْهِهِ فَقَالَ: كَيْفَ يُفْلِحُ قَوْمٌ فَعَلُوا هذَا بَنِبيِّهِمْ وَهُوَ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللَّهِ فَنَزَلَتْ: ﴿لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ﴾ (٢). رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

• عَنْ عَلِيَ قَالَ: إِنِّي كُنْتُ رَجُلًا إِذَا سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ حَدِيثاً نَفَعَنِي اللَّهُ مِنْهُ بِمَا شَاءَ وَإِذَا حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ اسْتَحْلَفْتُهُ فَإِذَا حَلَفَ صَدَّقْتُهُ وَإِنَّهُ حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ وَقَدْ صَدَقَ (٣) قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ: «مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْباً ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَطَهَّرُ ثُمَّ يُصَلِّي فَيَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ» (٤)، ثُمَّ قَرَأَ: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ﴾ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ فَأَثَابَكُمْ غُمّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلَا تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَآ أَصَابَكُمْ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ (٥).


(١) الرباعية كثمانية: هي السن التي بين الثنية والناب، وشج في جبهته من حلقة من المغفر الذي على رأسه دخلت في عظمه من وقع السيف عليها فسال الدم على وجهه .
(٢) لا منافاة بين هذا وما قبله فإنهما في غزوة أحد فحديث أنس قال: وهو يمسح الدم عن وجهه ثم شرع يدعو عليهم في الصلاة بعد هذا فنزلت الآية تأمره بالتسليم لله تعالى فهو الفاعل المختار.
(٣) أي والحال أنه صادق.
(٤) فأي شخص يرتكب ذنبا من حقوق الله ثم يقوم بنية التوبة فيتطهر ويصلى لله أي صلاة ثم يستغفر الله إلا غفر الله له لقوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً﴾ أي ذنبًا فاحشًا كالزنا ﴿أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ﴾، بأقل منه كالقبلة ﴿ذَكَرُوا اللَّهَ﴾ أي تذكروا الله فخافوه ﴿فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ﴾؟ أي لا ﴿يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا﴾ بل أقلعوا عنه ﴿وَهُمْ يَعْلَمُونَ أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ﴾.
(٥) ﴿إِذْ تُصْعِدُونَ﴾ أي تبعدون في الجبل هاربين ﴿وَلَا تَلْوُونَ﴾ أي لا تعرجون على أحد ﴿وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُم﴾ أي من =

<<  <  ج: ص:  >  >>