للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: جَعَلَ النَّبِيُّ عَلَى الرَّجَّالَةِ (١) يَوْمَ أُحُدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ جُبَيْرٍ وَأَقْبَلُوا مُنْهَزِمِينَ فَذَاكَ إِذْ يَدْعُوهُمْ الرَّسُولُ فِي أُخْرَاهُمْ وَلَمْ يَبْقَ مَعَ النَّبِيِّ غَيْرُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلًا. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

• عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: غَشِيَنَا النُّعَاسُ وَنَحْنُ فِي مَصَافِّنَا يَوْمَ أُحُدٍ فَجَعَلَ سَيْفِي يَسْقُط مِنْ يَدِي وَآخُذُهُ وَيَسْقُطُ وَآخُذُهُ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَزَادَ: وَالطَّائِفَةُ الْأُخْرَى الْمُنَافِقُونَ لَيْسَ لَهُمْ هَمٌّ إِلاأَنْفُسُهُمْ أَجْبَنُ قَوْمٍ وَأَرْغَبُهُ وَأَخْذَلُهُ لِلْحَقِّ (٢).

• وَعَنْهُ قَالَ: رَفَعْتُ رَأْسِي يَوْمَ أُحُدٍ فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ وَمَا مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ أَحَدٌ إِلا يَمِيدُ تَحْتَ حَجَفَتِهِ مِنَ النُّعَاسِ فَذلِكَ قَوْلُ اللَّهِ: ﴿ثُمَّ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّن بَعْدِ الْغَمِّ أَمَنَةً نُّعَاساً يَغْشَى طَآئِفَةً مِّنْكُمْ﴾ (٣) روَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ صَحِيحٍ.

• عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: افْتُقِدَتْ قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ يَوْمَ بَدْرٍ، فَقَالَ بَعْضُ النَّاسِ لَعَلَّ رَسُولَ اللَّهِ

أَخَذَهَا (٤) فَأَنْزَلَ اللَّهُ: ﴿وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ


= ورائكم بقوله: عليّ عباد الله على عباد الله ﴿فَأَثَابَكُمْ﴾ أي جازاكم ﴿غَمًّا﴾ أي بالهزيمة "بغم" أي بسبب غمكم للرسول بالمخالفة ﴿لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ﴾ من الغنيمة ﴿وَلَا مَا أَصَابَكُمْ﴾ من القتل والهزيمة.
(١) الرجالة بالتشديد هم المشاة وكانوا خمسين رجلا رماة.
(٢) فالمنافقون أجبن الناس وأخذهم للحق وأشدهم طمعا في الغنيمة.
(٣) يميد أي يميل، والحجفة: محركة آلة من آلات الحرب. ففي غزوة أحد أشاع إبليس أن النَّبِيّ قتل ففر بعض المسلمين فتوجه لهم النَّبِيّ ودعاهم فعادوا وقد دب فيهم الخوف فلما اصطفوا للقتال ألقى الله عليهم النوم برهة صغيرة فامتلأوا ثباتا وأمنا وشجاعة، ولكنهم لما فروا لم يثبت مع النَّبِيّ إلا عدد قليل، فمن المهاجرين العشرة المبشرون بالجنة ومن الأنصار سعد بن معاذ وأسيد بن حضير والحباب بن المنذر والحارث بن الصمة وأبو دجانة وعاصم بن ثابت وسهل بن حنيف .
(٤) ففي غزوة بدر فقدت من الغنيمة قطعة قطيفة فقال بعض الناس لعل رسول الله أخذها، فأنزل الله تعالى ﴿وما كان لنَبِيٍّ أن يغل﴾ أي يخون في الغنيمة ﴿ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة﴾ يحمله فضيحة له ثم يوفي جزاه، وتقدم شيء من هذا في كتاب الإمارة وسيأتي الغلول في الجهاد إن شاء الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>