للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فِي جَنْبِ الْبَعِيرِ»، ثُمَّ قَالَ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا رُبُعَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَكَبَّرُوا، ثُمَّ قَالَ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنَّ تَكُونُوا ثُلُثَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَكَبَّرُوا، ثُمَّ قَالَ: «إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ تَكُونُوا نِصْفَ أَهْلِ الْجَنَّةِ» فَكَبَّرُوا. قَالَ عِمْرَانُ: لَا أَدْرِي قَالَ الثُّلُثَيْنِ أَمْ لَا؟ رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي الْحَجِّ وَالْبُخَارِيُّ فِي بَدْءِ الْخَلْقِ.

قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : كُنَّا نَقُولُ لِلْحَيِّ إِذَا كَثُرُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَمِرَ بَنُو فُلَانٍ (١). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً (٢)﴾.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «خُفِّفَ عَلَى دَاوُدَ الْقِرَاءَةُ فَكَانَ يَأْمُرُ بِدَابَّتِهِ لِتُسْرَجَ فَكَانَ يَقْرَأُ قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ». رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُوراً (٣)﴾. قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : كَانَ ناسٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعْبُدونَ نَاساً مِنَ الْجِنِّ فَأَسْلَمَ الْجِنُّ وَتَمَسَّكَ هؤُلَاءِ

بِدِينِهِمْ (٤).

رَوَاهُ الشَّيْخَانِ.


=وإلا كملت من المنافقين، وفضلا عن هذا فالأمة المحمدية قليلة بالنسبة للكفار كالرقمة في ذراع الدابة أو كالشامة في جنب البعير، فلا خوف على الأمة بل هي أكثر أهل الجنة إن شاء الله، والرقمة واحدة الرقمتين اللتين في قائمتي الدابة قدر الواحدة كالدرهم، والشامة بقعة صغيرة يخالف لونها بقية الجسم، ففيه أن أهل الفترة غير ناجين إلا إذا أريد ببعث النار ما يشمل من يعذب ولو للتطهير والله أعلم بحال خلقه في الأولى وفي الآخرة.
(١) فيكون معني أمرنا مترفيها في الآية السابقة أكثرناهم.
(٢) فالله تعالى أعطى داود الزبور كتابا مزبورا أي مكتوبا وهو مائة وخمسون سورة ليس فيها أحكام ولا حلال ولا حرام بل كلها مواعظ وعبر وتسبيح وتقديس وتحميد وثناء على الله تعالى، وخفف الله عليه القراءة أو القرآن فكان يتلوها قبل أن تسرج له الدابة.
(٣) قبلها ﴿قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ﴾ أنهم آلهة ﴿مِنْ دُونِهِ﴾ كالملائكة والجن وعيسى وعزير ﴿فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا﴾ أي له إلى غيركم ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ﴾ أي يدعونهم آلهة ويعبدونهم ﴿يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ﴾ أي يطلبون القرب منه بطاعتهم ﴿أَيُّهُمْ أَقْرَبُ﴾ أي أنتم أو هم ﴿و﴾ الحال أنهم ﴿وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا﴾ أي يحذره ويخافه كل أحد، نعوذ بالله منه.
(٤) وكان الأحرى بهم أن يتبعوا آلهتهم ويسلموا كما أسلموا.

<<  <  ج: ص:  >  >>