للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ إِلاَّ فِتْنَةً لِّلنَّاسِ﴾.

قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : هِيَ رُؤْيَا عَيْنٍ أُريَهَا رَسُولُ اللَّهِ لَيْلَةَ أُسْرِيَ (١) بِهِ وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ هِيَ شَجَرَةُ الزَّقُّومِ. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ فِي قَوْلِ اللَّهِ: ﴿يَوْمَ نَدْعُواْ كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ﴾ قَالَ: «يُدْعَى أَحَدُهُمْ فَيُعْطَى كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وَيُمَدُّ لَهُ فِي جِسْمِهِ سِتُّونَ ذِرَاعاً وَيُبَيَّضُ وَجْهُهُ وَيُجْعَلُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجٌ منْ لُؤْلُؤٍ يَتَلَأْلَأُ فَيَنْطَلِقُ إِلَى

أَصْحَابِهِ (٢) فَيَرَوْنَهُ مِنْ بَعِيدٍ فَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ ائْتِنَا بِهذَا وَبَارِكْ لَنَا فِي هذَا حتَّى يَأْتِيَهُمْ فَيقُولُ: أَبْشِرُوا لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ مِثْلُ هذَا». قَالَ: «وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُسَوَّدُ وَجْهُهُ وَيُمَدُّ لَهُ فِي جِسْمِهِ سِتُّونَ ذِرَاعاً عَلَى صُورَةِ آدَمَ (٣) فَيُلْبَسُ تَاجاً فَيَرَاهُ أَصْحَابُهُ فَيَقُولُونَ: نَعُوذ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هذَا»، اللَّهُمَّ لَا تَأْتِنَا بِهذَا، قَالَ: فَيَأْتِيهِمْ فَيَقُولُونَ: اللَّهُمَّ اخْزِهِ، فَيَقُولُ: أَبْعَدَكُمُ اللَّهُ فَإِنَّ لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْكُمْ مِثْلَ هذَا. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ بِسَنَدٍ حَسَنٍ. وَعَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: «فَضْلُ صَلَاةِ الْجَمِيعِ عَلَى صَلَاةِ الْوَاحِدِ خَمْسٌ وَعِشْرُونَ دَرَجَةً وَتَجْتَمِعُ مَلَائِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلَائِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلَاةِ الصُّبْحِ (٤)»، يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: اقْرَأُوا إِنْ شِئْتُمْ:


(١) ﴿وَمَا جَعَلْنَا الرُّؤْيَا الَّتِي أَرَيْنَاكَ﴾ عيانًا ليلة الإسراء ﴿إِلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ﴾ أهل مكة الذين كذبوا بها وارتد بعضهم لما سمعها، فقال ابن عباس: هي رؤيا عين لا منام أو أن الإسراء كان بالجسم لا بالروح فقط، وإن كان لفظ رؤيا يقل في البصرية ويكثر في المنامية، والمرئي المحذوف هو المذكور في الآية ﴿لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا﴾ كما في رواية: هو ما أرى في طريقه إلى بيت المقدس، وكذا قال ابن عباس والشجرة الملعونة في القرآن هي شجرة الزقوم طعام أهل النار. نسأل الله السلامة آمين.
(٢) الذين كانوا أصحابا له في الدنيا وهذه بشارة معجلة في الموقف للمؤمنين.
(٣) بل ورد أن ضرس الكافر يصير في النار كالجبل وقوله فيلبس تاجًا أي من أنواع لبس أهل النار.
(٤) صلاة الجميع أي الجماعة، وتجتمع ملائكة الليل وملائكة النهار أي الحفظة في صلاة الفجر وتصعد ملائكة الليل ثم يعودون فيجتمعون في صلاة العصر، وبعدها تصعد ملائكة النهار كما سبق في أول كتاب الصلاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>