للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

• عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: دَخَلَ النَّبِيُّ مَكَّةَ وَحَوْلَ الْبَيْتِ سِتّونَ وَثَلَاثُمَائَةِ نُصُبٍ فَجَعَلَ يَطْعُنُهَا بِعُودٍ فِي يَدِهِ وَيَقُولُ: ﴿جَآءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ﴾ ﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾ ـ ﴿جَآءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ (١)﴾. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ.

• وَعَنْهُ قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ فِي حَرْثٍ بِالْمَدِينَةِ وَهُوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى عَسِيبٍ (٢) فَمَرَّ بِنَفَرٍ مِنَ الْيهُودِ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ: لَوْ سَأَلْتُمُوهُ، فَقَالُوا: لَا تسْأَلُوهُ فَإِنَّهُ يُسْمِعُكُمْ مَا تَكْرَهُونَ، فَقَالُوا: يَا أَبَا الْقَاسِم حَدِّثْنَا عَنِ الرُّوحِ، فَقَامَ النَّبِيُّ سَاعَةً (٣) وَرَفَعَ رَأْسَهُ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ يُوحى إِلَيْهِ حَتَّى صَعِدَ الْوَحْيُ ثُمَّ قَالَ: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَآ أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً﴾. رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالشَّيْخَانِ.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَّأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيراً (٤)﴾.

• عَنْ أَنَسٍ أَنَّ رَجُلًا قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يُحْشَرُ الْكَافِرُ عَلَى وَجْهِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟ قَالَ: «أَلَيْسَ الَّذِي أَمْشَاهُ عَلَى رِجْلَيْهِ فِي الدُّنْيَا


(١) النصب بضمتين الأصنام، فكان النبي يطعنها بعود في يده ويقول ﴿جَاءَ الْحَقُّ﴾ الإسلام والقرآن ﴿وَزَهَقَ الْبَاطِلُ﴾ ذهب وهلك الشرك والشيطان ﴿إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا﴾ ذاهبًا لا ثبات له، ثم أمر النبي بتكسيرها كلها حتى كان فوق الكعبة صنم من نحاس لخزاعة فصعد إليه عليّ فرمى به فكسره، وسبق هذا في فضل الحرمين الشريفين.
(٢) الحرث النخل، والعسيب كالقضيب عصا من جريد النخل.
(٣) وقف برهة صغيرة حتى نزل عليه الوحي بقوله تعالى ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ﴾ الذي يحيا به البدن ما هو ﴿قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي﴾ من علمه الذي اختص به ﴿وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا﴾ بالنسبة لعلم الله تعالى، فكان جواب النبي لهم موافقا لما في التوراة لأن التوراة سكتت عنه حيث قالت إن الروح مما انفرد الله بعلمه ولا يطلع عليه أحدا من عباده، وجمهور المتكلمين: على أن الروح جسم لطيف مشتبك بالبدن اشتباك الماء بالعود الأخضر، وقال مالك: هي صورة كصورة الجسم والله وحده العلم بحقيقة خلقه.
(٤) ﴿وَنَحْشُرُهُمْ﴾ الكفار ماشين ﴿عَلَى وُجُوهِهِمْ عُمْيًا وَبُكْمًا وَصُمًّا مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ﴾ سكن لهبها ﴿زِدْنَاهُمْ سَعِيرًا﴾ تلهبًا واشتعالا.

<<  <  ج: ص:  >  >>