(٢) لأنهم انفردوا عن إخوانهم الذين ماتوا قبلهم أو انفردوا عن الناس بكثرة الذكر. (٣) أي والله ما أجلسكم إلا ذكر الله تعالى؟ (٤) فمع قرب منزلته من النبي ﷺ لكونه أخا أم حبيبة أم المؤمنين، ولكونه ممن كان يكتب الوحي للنبي ﷺ ولكن كان تحديثه عن النبي ﷺ قليلا. (٥) فظهر من هذه الأحاديث أن الاجتماع على طاعة الله مشروع بل من أفضل القربات إلى الله تعالى لأنه موجب ثناء الله عليهم ومفاخرته بهم عند الملائكة وما أعلاها شأنا وأعظمها قدرا حيث كانت بين الله والملأ الأعلى، فضلا عن غفران ذنوبهم وجعلهم من أهل الجنة دار الأمان والسلام، دار التكريم والنعيم، والمراد بمجالس الطاعة مجالس العبادة بأنواعها كالاجتماع في فرائض الصلوات بل هو أعظم للحديث القدسي الآتي في كتاب الزهد: وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه، وكالاجتماع القراءة القرآن أو تفسيره أو لتلاوة الحديث أو درسه أو لتدريس الفقه أو التصوف أو الأخلاق لأنها لب الشرع، أو قصص الأنبياء أو أخبار السالفين التي وردت في القرآن لأثرها العظيم في ترقيق القلوب، ومن أظهر مجالس العبادة مجالس الذكر الصحيح المعلومة عند رجال الطريق، ومجالس الصلاة على النبي ﷺ كقراءة الدلائل المشهورة للجزولي ﵀ ورضي عنه فإنهما عمل بأوامر القرآن العزيز، نسأل الله العمل به آمين.